تطلق عبارة " طيور الظلام " عادة على البومة لكونها تحتل " مكانة فريدة في عالم الطيور بوصفها الطائر الوحيد الذي يتمتع بنمط افتراس ليلي ، ولكي تقوم البومة بهذه المهمة فقد جمعت العديد من الميزات بدءا من الرؤية الثاقبة والمخالب الحادة، وانتهاء بامتلاكها بعض مظاهر التكيف الليلي من سمع حاد وقدرة على الرؤية ليلا ".
كما تطلق على بعض البشر الذين يتبعون نفس الأسلوب في تعاملاتهم مع الآخرين ، فتراهم يدّعون الصدق في القول ، والأمانة والإخلاص في العمل ، والحرص على أداء الصلوات في أوقاتها ، وصلة الرحم ، لكنهم عن أدائها بعيدون ، فأقوالهم مجرد كسب للثقة ، والظهور بالمظهر الحسن أمام الآخرين .
لذلك ليس غريبا أن تجد شخصا يتحدث عن الأعمال والأقوال الحميدة ، وهو عنها بعيد ، أما صداقته بالآخرين فتبنى على أسس المصالح ، وكما قال الفيلسوف اليوناني أرسطو : " الصداقة ثلاثة أنواع : الأولى مبنية على المصلحة والفائدة، والثانية على المتعة والمرح، لكن مصيرهما الزوال، لأن الملذات والمصالح قصيرة الأمد، وتجمع الصالحين والطالحين برفاقهم " ، أما الصداقة الثالثة فهو عنها بعيد لأن " أساسها المحبة وطيبة القلب، وهذه تجمع النبلاء فقط "
لذلك علينا أن نحذر من أصحاب المصالح ، ومن يدعون الصدق في القول ، والأمانة في العمل ، ولا تسألهم عن صدقهم ، لأن إجابتهم ستأتي سريعة ، بقولهم نحن صادقون ولا نسير إلا مع الصادقين ، وهنا ستقف متعجبا أمام ما تراه واقعا ، وما تسمعه من أفواههم !!!
وقبل أن تطالبهم بالحلف على صدق أقوالهم فإنهم يسرعون بالحلف وهم كذابون .
وما نحتاج إليه ليس حلفهم الكاذب ، لأنه لا يجوز شرعا ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( من حلف بالله فليصدق ) وقال عليه الصلاة والسلام ( من حلف على يمين هو فيها كاذب يقتطع بها مال امرئ مسلم بغير حق [لقي] الله [وهو] عليه غضبان ) وفي لفظ آخر ( فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة ) .
بل صدقهم حتى وإن كان مؤلما .
فهل يعي الكاذبون في أقوالهم وأفعالهم ذلك ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com