في عالم العلاقات الدولية المعقدة، تَتَمَتَّعُ سمعة الدولة بقوة هائلة ، ويمكنها تشكيل الطريقة التي تنظر بها الدول الأخرى إليها وتتفاعل معها، مما يؤثر على العلاقات الدبلوماسية والمكانة العالمية ، وإن قوة الإدراك هي حجر الزاوية في الدبلوماسية، لأنها يمكن أن تحدد نجاح أو فشل المفاوضات والتحالفات والاتفاقيات التجارية الحاسمة، لذلك تَحَرَّكَتْ الدبلوساسية بأسلحتها الناعمة، لحل الملاحظات القائمة في مخيم التجمع الكشفي العالمي "الجامبوري25" ، فالرئيس الكوري السيد "يون سيوك" بدأ بنفسه ثم أمر أهم مفاصل بلاده من الوزراء لتتولي حل إشكاليات وملاحظات هذا التجمع الشبابي الهام، وَأَشَارَتْ وسائل الإعلام التي تعد السلطة الرابعة عند البعض ، وفي تقدير آخر تعد السلطة الأولى في أي مكان وزمان إلى أن كوريا تَلَقَّتْ ملاحظات وإشارات دبلوماسية وهذا جعل الكوريون يَنْتَفِضُونَ من أعلى سلطة إلى أصفر مكلف في المخيم، وَيَظْهَرُونَ أقصى درجات الاهتمام، لأن الدبلوماسية حركت المياه الراكدة في "سيمانغيوم"
ولانه في التقصير والإهمال إشكالية كبرى وأن كانت في مخيم يعنى بفئة مجتمعية وتؤثر في سمعة الدولة مباشرة، والسمعة قد تؤدي إلى العزلة وانعدام الثقة والعلاقات الدبلوماسية المتوترة، وهذا هو السبب في أن الدبلوماسيين والمسؤولين الحكوميين يُدْرِكُونَ تماما أهمية الحفاظ على سمعة قوية ومواتية على المسرح العالمي ، تبنى سمعة الدولة على مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك استقرارها السياسي، والالتزام بالمعايير والمعاهدات الدولية، واحترام حقوق الإنسان، والقوة الاقتصادية، والتأثير الثقافي. تساهم هذه العوامل في تصور الدولة على أنها موثوقة وجديرة بالثقة ومسؤولة
فعلى سبيل المثال ، من المرجح أن تنظر الدول الأخرى إلى بلد معروف بالتزامه بحقوق الإنسان والديمقراطية من منظور إيجابي، ويمكن لهذه السمعة الإيجابية أن تسهل تشكيل التحالفات وتأمين الاتفاقيات التجارية وجذب الاستثمار الأجنبي. من ناحية أخرى، قد تجد دولة ذات سمعة بالفساد أو انتهاكات حقوق الإنسان أو عدم الاستقرار نفسها تواجه شكوكا وترددا من الدول الأخرى. في عالم اليوم المترابط
وفي عالم اليوم الذي حول الكون إلى قرية مصغر، اِرْتَفَعَ وتم "الإعلام" القوة الناعمه ، خصوصا عندما بات الكل إعلاميا، وأي "كشاف" صغير متواجد في زاوية من مخيم في الجنوب الكوري أن يوصل المعلومة ويظهر المخفي بصورة عفوية أو مرتبة ومقصودة إلى العالم من أقصاها لأدناها، وهذا ما حدث بالضبط عندما اِسْتَيْقَظَ العالم على بعض المشاهد والمعلومات المدعمة بالصوت والصور والمعلومة التي تصف حال المخيم فتحركت المياه الراكدة وراح أهل الدار يركضون في كل اتجاه من أجل تحسين الصور، فأظهر البعض خصوصا العرب تحديهم للظروف والطقس معا ، فبات هذا جانبا إيجابيا يحسب لهم، وفي المقابل أعلنت بعض الدول من خارج المحيط العربي تذمرها بل أنسحبت بعضها وهذا أيضا جانب آخر أظهر أفضلية العرب وتحملهم وتقديرهم للظروف
وهذه كلها في تقديري كون رأي عام "سلبي أو إيجابي" أسهم في السعي إلى تغيير الأمور، ومن المعروف أن الرأي العام يلعب دورا حاسما في تشكيل النتائج الدبلوماسية، لأنه يؤثر بشكل مباشر على سمعة الدولة على المسرح العالمي
فلاش:
تَلَقَّيْتُ عشرات الاشادات لتغطية أحداث المخيم، وعلي النقيض تلقيت مثلها من العتاب والتذمر وأن ما نقوم به يعد جانب سلبي تجاه نشاطهم الذي أحبوه، لذلك أؤكد لكم أن الإعلام ناقل للحدث، ليسهم في إيجاد الحلول ونحن كذلك،والاستفادة من القوة الناعمة لتعزيز سمعة "النشاط الكشفي" وهو في رأي جانب حاسم ومطلب مهم ، لأن القوة الناعمه "الاعلام" لديها القدرة على التأثير على الآخرين من خلال الجذب والإقناع بدلا من القوة أو الإكراه، ويمكن تحقيق ذلك من خلال وسائل مختلفة، والاعلام إحدى هذه الوسائل الذي أَجْبَرَ الدبلوماسية على الاهتمام، وأوصل شكوى فتية أجتمعوا في الجنوب الكوري إلى اقصى الارض وأدناها،واسهمت في تحريك المياة الراكدة ، هَذَا عِلْمِي وَسَلَامَتُكُمْ