هكذا هي الولايات المتحدة الأمريكية رغم الغطرسة المعروفة عن القائمين على شأنها، إلا أن الاهتمام بمواطنيهم فوق أي أرض وتحت أي سماء هي أولوية قصوى دائما، وقانون بلادهم يعطي هذا الجانب اهتماما لأبعاد كثيرة لا يتسع المجال لتفصيلها هنا، لكن في المجمل هناك اهتماما بالمواطن الأمريكي وكل من يحمل الجنسية الأمريكية خارج بلادهم.
وفي العالم الذي يزداد ترابطًا اليوم، لم تعد سلامة المواطنين ورفاهيتهم مقيدين بالحدود الوطنية وتتمتع الولايات المتحدة، كقوة عالمية عظمى، باهتمام كبير لمواطنيها الذين يعيشون ويعملون ويسافرون إلى الخارج، وضمان حمايتهم ودعم حقوقهم هي أولوية قصوى، من المبادرات الدبلوماسية إلى الخدمات القنصلية وبروتوكولات الاستجابة للطوارئ، جعلت بلاد "العم سام" تتجاوز حدودها لحماية مواطنيها.
وَتَلْعَبُ القنصليات والسفارات الأمريكية المنتشرة حول العالم دورًا مهمًا في ضمان سلامة ورفاهية مواطنيهم في الخارج، عند السفر أو العيش في بلد أجنبي، فحكومة الولايات المتحدة سَخَّرَتْهَا لتقديم المساعدة والدعم لمواطنيها، وهذا الدعم يشمل الخدمات القنصلية ومجموعة واسعة من المساعدات، بما في ذلك خدمات جوازات السفر والتأشيرات، والمساعدة في حالات الطوارئ، والدعم أثناء الأزمات.
وهذا ما جعل الخارجية الأمريكية تَمُدُّ جسور العون للوفد الكشفي الأمريكي المشارك في التجمع الكشفي العالمي الجامبوري 25 المقام في "سيمانغيوم" الكورية بعد تصاعد حدة الأمر في المخيم وصدور إشارات دبلوماسية فَهَبَّ الأمريكان لنجدة مواطنيهم، ونقلهم إلى أقرب محمية "أمنية" موجودة بالقرب من الساحل الجنوبي حيث نقل الوفد البالغ عددهم 1100 مشارك إلى معسكر "همفريز" بالقاعدة العسكرية الأمريكية الرئيسية في كوريا الجنوبية، والتي تبعد نحو 100 ميل شمال موقع الحدث.
وخدمة مَدُّ يَدِ اَلْعَوْنِ للمواطنين في إي مكان عند الحاجة لا تقدر بثمن، لأنها تَمَكَّنَ المواطنين من التعامل مع تعقيدات السفر الدولي بسهولة وثقة، في أوقات الطوارئ، سواء كانت كارثة طبيعية أو اضطرابات مدنية أو أزمة شخصية، فإن المسؤولين القنصليين هم نقطة الاتصال الأولى للمواطنين الأمريكيين الذين يطلبون المساعدة، يقدمون معلومات قيمة عن ظروف السلامة والأمن، ويسهلون التواصل مع أفراد الأسرة في الوطن، ويقدمون إرشادات حول إجراءات الإخلاء إذا لزم الأمر، ويعمل المسؤولون القنصليون بلا كلل ولا ملل لضمان سلامة ورفاهية المواطنين الأمريكان، وغالبا ما يتعاونون مع السلطات المحلية والمنظمات الدولية لتقديم الدعم اللازم، وتمتد الخدمات إلى حماية حقوق ومصالح مواطنيهم في الخارج، وهي توفر التوجيه والمساعدة في حالات الاعتقال أو الاحتجاز، وتضمن معاملة المواطنين بشكل عادل ووفقا للقانون الدولي، كما أنها تقدم الدعم في الحالات المتعلقة بالأشخاص المفقودين، ونزاعات حضانة الأطفال، وإعادة الرفات البشرية إلى الوطن، وأدوارهم متعددة الأوجه، ويشمل الدعم القانوني، واللوجستي، والعاطفي للمواطنين الأمريكيين الذين يواجهون مواقف صعوبة في البلدان الأجنبية. علاوة على ذلك، يشارك المسؤولون القنصليون في تعزيز القيم الأمريكية وتعزيز العلاقات الإيجابية مع البلدان المضيفة، فهي تسهل التبادلات الثقافية وتدعم البرامج التعليمية وتشجع التفاهم المتبادل من خلال مبادرات مختلفة، من خلال بناء علاقات قوية مع المجتمعات المحلية والحكومات، تساهم في تعزيز الدبلوماسية والتعاون بين الولايات المتحدة والدول الأخرى
باختصار تعد الخدمات القنصلية بمثابة شريان حياة للمواطنين الأمريكيين في الخارج، حيث توفر الدعم الأساسي والتوجيه والحماية، وتضمن الجهود المتفانية للمسؤولين القنصليين حتى يتمكن المواطنون من استكشاف العالم بثقة، لعلمهم أن لديهم مصدرا موثوقا للمساعدة، بغض النظر عن المكان الذي قد تأخذهم إليه رحلاتهم.
وفي حالة الطوارئ تجد الأمريكان هم أصحاب السبق في هذا الجانب في غالب الأحيان، وعندما يتعلق الأمر بحماية مواطنيها في الخارج، فإن الولايات المتحدة لديها نظام راسخ يضمن اتباع بروتوكولات الاستجابة للطوارئ بسرعة وفعالية، الوكالة الرئيسية المسؤولة عن الإشراف على سلامة وأمن المواطنين الأمريكيين في الخارج هي مكتب الشؤون القنصلية بوزارة الخارجية يعمل على مدار الساعة، ويقدم المساعدة الحيوية والدعم للأمريكان في حالات الأزمات أحد الجوانب الرئيسية لبروتوكولات الاستجابة للطوارئ هو برنامج تسجيل المسافر الذكي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية (STEP) الذي تمكنهم من تسجيل خطط سفرهم ومعلومات الاتصال مع أقرب سفارة أو قنصلية أمريكية في بلد المقصد
فلاش:
رغم كل هذا ومن خلال العيش داخل بلاد العام سام لأكثر من خمسة أعوام، شاهدت بأم عينِ نفس المواطن الأمريكي الذي يأخذ الأولوية ، داخل بلاده مشردًا بلا مأوى يعيش على النفايات يفترش الأرض ويتلحف السماء، ومرد ذلك أن المجتمع لا يوجد فيه تراحم أو تعاطف والحكومة لا تتحمل المواطن داخل حدود الوطن بقدر حمايتها له في الخارج بسطًا للهيمنة وتحسينًا للسمعة، وفي مخيم "سيمانغيوم" الآن هناك أبناء المسلمين والعرب يحاطون بدعوات الأهالي وتمنيات الأسر وهذا كفيل بتحقيق حماية رب السماء لهم ويحيطهم بعنايتة جل وعلا، فاللهم احفظ أبناءنا وبناتنا في "سيمانغيوم" وفي أي مكان، وأعيدهم إلى أوطانهم سالمين غانمين، فَأَسْنَدُوا – يارعاكم الله - أبناءكم وبناتكم بالدعاء، وَأُوصُوهُمْ في حلهم وترحالهم بالتمسك بالاذكار صباحًا ومساءً ، ليكونوا في حفظ الرحمن آمِنِينَ مُطْمَئِنِّينَ ، هذا علمي وسلامتكم