بعد أن تلقيت دعوة حضور الملتقى الثقافي لتدشين عدد من الكتب لمجموعة من المؤلفين بمقر الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بجدة ، بالتعاون مع شركة تكوين العالمية للطباعة والنشر والتوزيع ” عضو اتحاد الناشرين العرب ”، وجدت أن توقيت الملتقى مناسب وعلي تلبية الدعوة ، وحضور العرس الأدبي ، الذي صادف موعد إقامته فترة الاجازة الصيفية ووجودي بمحافظة جدة ، وقررت الحضور للتعرف عما تحمله هذه الإصدارات من إبداعات أدبية ، ومعرفة مدى تقبل الحضور لمثل هذه الأنشطة والفعاليات ، وكان اعتقادي بأن عدد الحضور لن يتجاوز أصابع اليد ، كما هو الحال في الأمسيات التي تقام ببعض الأندية الأدبية ، غير أن توقعاتي لم تكن صحيحة ، فعدد الحضور سجل نسبة أكثر من جيدة ، فضلا عن الإصدارات التي جاءت محملة بإبداعات من رسموا كلماتها على الورق ، وأخرجوا لنا أعمالا راقية .
وكان من بين هذه الإصدارات والتي سعدت بإهدائي نسخة منها رواية ( سينتهي قلقك ) للكاتبة والمؤلفة شجون حسن العطيفي ، التي جاء إصدارها هذا ليكون الأول لها .
لكن قبل الحديث عنه أقول إن عنوانه ، ذكرني بكتاب ( دع القلق وابدأ الحياة ) ، للكاتب الأمريكي ديل كارنيجي ، الذي نشر للمرة الأولى في بريطانيا عام 1948 وتتابعت طبعاتهِ وتنوعت ترجماته ليكون من أشهر وأكثر الكتب مبيعاً في العالم وقد أستغرق تأليفه 6 سنوات.
وكما حمل كتاب كارنيجي " الأسلوب القصصي المشوق واعتماده على عشرات القصص الحقيقية والأمثلة التي قابلها في الحياة " ، كذلك ظهر " سينتهي قلقك " ، ففي ( القلق المؤلم ) ... تقف الكاتبة لتجعل من العنوان طريقا للعبور نحو القصة ، قائلة : " لكل قلق إنسان قصة " ، وبهذا العنوان توجه رسالتها للقراء بتحدي الصعاب ، واعتبار القلق مجرد قصة تمضي مع مضي الزمن ، متحدثة عن ذاتها يوم كانت طالبة بالمرحلة المتوسطة ، وكيف كانت شخصية اجتماعية مباردة ، غير أن القلق الذي داهمها حول مسارها فجعلها تعيش انعزالا منفردة بنفسها ، لكنها لم تستسلم ، ولم تجعل القلق يهزمها ، وهنا تظهر قوة الإنسان في تحدي الصعاب .
وإن وقفت على قصصها الستة عشر ، قارئا ومحللا لها ، فلا تصاب بالملل من القراءة لأن كل قصة تأخذك نحو الأمام خطوات تتحدى فيها الصعاب ، وهذا ما برز في قصتها الأولى التي حملت أقوى رسالة لها ، ليعي الجميع أن القلق ليس عذرا للبعد والانعزال .
وفي ختام كتابها أشارت الكاتبة إلى القلق وما يحمله بقولها : " القلق .. الحزن .. البكاء .. التعب .. الإرهاق كل شيء في الحياة لا بد أن الإنسان يقه بها ، ولكن عليك أن تتعايش بدائرة التصالح مع كل هذه .. عليك أن تدرك أنك ستصيب بهذا وتتخلص من هذا ، وكل شيء وهو مسالة وقت ، وينتهي كل شيء ، وكأنك لم تذق مرا ولا الما "
فهل وصلت رسالة الكاتبة شجون العطيفي ، وأدركنا أنه باستطاعتنا القضاء على أي قلق يواجهنا بقوة إرادتنا وقدراتنا الذاتية ؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com