خلال حضوري للملتقى الثقافي لتدشين عدد من الكتب لمجموعة من المؤلفين بمقر الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بجدة ، الذي أقيم أواخر يوليو الماضي بالتعاون مع شركة تكوين العالمية للطباعة والنشر والتوزيع ” عضو اتحاد الناشرين العرب ”، توقفت أمام أكثر من إصدار ، وكان من بينها " تغريدات جريئة من واقع الحياة " للمهندس / رزق الله سعيد الزهراني ، الذي شرفني بإهدائي نسخه منه .
وقبل الحديث عن الإصدار وما يحمله ، فإن ما يشدك نحوه هو العنوان ، فتعتقد أنه حاملا كمية من التغريدات الجريئة التي تذكرنا بمعنى " جريئة " كما ورد في القاموس والتي تعني " بيت من حجارة تصاد فيه السباع "
وكما قيل " الجَرِيئة : مؤنَّث الجريء. و الجَرِيئة مِصيدةٌ للسبِّاع، وهي بيتٌ من حجارة يجعل فوق بابه حَجَر، ويَجعلون لحمةً للسَّبُع في مؤخَّره، فإِذا دخل السبعُ فتناول اللحمة سقط الحجرُ على الباب فسدَّه" .
غير أن الواقع يشير إلى غير ذلك فالمهندس الزهراني لم يدخل القراء في مصيدة كمصيدة السبع ، لكنه أدخلهم في مصيدة التفاؤل والطاقة الإيجابية ، وهذا ما نراه في تغريداته التي بلغت نحو مائة وثلاثون تغريدة ، قال عنها في إهدائه " إلى من يحب راحة البال والجزء الأجمل من واقع الحياة ، إلى كل من يسعى لفهم ما يحيط به من متغيرات الحياة ، إلى من أتعبه التردد في التعامل مع من حوله من شخصيات وتقلبات ، إلى محبي الطاقة الإيجابية وبث الحماس المتقد بأرواحهم قبل أجسادهم ـ إليك أنت عزيزي القارئ بكل حب ... "
ورأينا صدق قوله في تغريدته رقم ( 14 ) التي قال فيها : " بين لا ونعم يكمن سر الاستمرارية في كل شيء ، ابدأ بها مع نفسك انتبه من استمرار ( لا ) في جميع أمورك ، وتنبه من استمرار انتهاج ( نعم ) في جميع المواضع ، فالتوازن مطلوب بين استخدام ( لا ونعم ) فلكل كلمة معنى جميل في موضع ، وسيء في موضع آخر " ، وهنا نلحظ أن تغريداته جاءت محملة بلغة الإيجابية ، لزيادة الإبداع لدى الفرد .
وفي تغريدته رقم ( 23 ) يقول : " عندما تتعرض لأمر سيء في حياتك ليس عليك معاقبة الجميع ، وجعلهم يشعرون بنفس ألمك وتعكر صفو جميع من حولك ن فالجميع لديهم ما يكفيهم من هموم وتحديات وصعوبات ، واجه مخاوفك وآلامك وانتصر عليها ، ثم انشر السعادة والأمل من حولك " ، وهذه التغريدة وما يتبعها تجعلنا ندرك بأن المهندس رزق الله الزهراني لم يكن صائدا لقتلنا ، بل صائدا لنصحنا وتوعيتنا ، وحثنا على التفاؤل وزرع روح الإبداع لدينا من خلال استغلال طاقتنا الإيجابية .
وفي تغريدته الأخيرة رقم ( 130 ) يوجه المهندس الزهراني النصح بقوله : " تولد الرحمة من رحم القسوة ، ويولد العدل من أعماق الظلم ، ويولد الفرج من شدة الكرب ، وتنير الظلمة من اشتداد العتمة ، وتزهر الحياة في عمق الصحراء ، ويتسع الرزق إذا زادت الحاجة فجأة ، كل ذلك يتغير فإذا اشتد بك أمرا أبشر باليسر فلا عسر يغلب يسرين " .
وقوله : " تولد الرحمة من رحم القسوة " تذكرنا بما قاله الأستاذ / عبدالله المغلوث " إن أعظم النجاحات تأتي بعد أقسى الصدمات " ، وعلينا أن نصبر أمام الصدمات ، فالنجاحات لا تأتي بسهولة .
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com
بقلم - أحمد صالح حلبي
” تغريدات جريئة من واقع الحياة ” مؤلمة
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/articles/227605/