في عالم مليء بالمدن الصاخبة والمجتمعات المتنوعة، هناك وفرة من المواهب الخفية في جميع المجالات والتي تنتظر يكتشفها المختصين ، ففي أحياء مكة المكرمة العامرة، هناك عشرات من المواهب في التعليق الرياضي لكرة القدم بقدر ما تتوفر من ملاعب يحتوي كما هائلا من نجوم اللعبة في جميع الأعمار والمستويات
ففي كل حي من أحياء "أم القرى" هناك كنز دفين من المهارات الفريدة والإمكانات الإبداعية في الوصف والتعليق على مباريات كرة القدم، منهم من يحاكي كبار المعلقين العرب، ومنهم من يملك أسلوبه الخاص، ولو خصص الوقت لاستكشاف تلك المواهب لازدحمت كبائن التعليق في ملاعبنا الرسمية، وتصبح لدينا وفرة من المعلقين
وعند الحضور والدعم أو أتاحت الفرصة لمواهب التعليق من ممارسة مهامهم فإنك لا تدعم وترعى أحلام الأفراد الطموحين فحسب، بل تثري حياتك أيضا بمجتمع نابض بالحياة ومزدهر
ففي مساء يوم الخميس تشرفت بحضور افتتاح "بطولة غليلي الكبرى" بمكة المكرمة، وتابعت لقاء الافتتاح بصوت المعلق المبدع عبد الرحمن سندابي الذي استهل التعليق بمقطوعة أدبية جاذبة جدا بلغة إعلامية بيضاء مفهومة، مريحة للأسماع لافتة للأنظار، وزاد الأجواء الرياضية رونقا وجمالا، معلق الأمس لديه حضور ذهني كبير، يملك حصيلة من المفردات التي مكنته من الوصف والتعليق باحترافية
والبطولة يتولى الوصف والتعليق عليها كوكبة من الموهوبين في التعليق بمكة المكرمة بقيادة المبدع والمتمكن سليمان شعيب الشهير بـــ"أبو راما" وزملائة مروض المايكرفون عبدالقادر برناوي، والمقدم البارع ابراهيم الموسى، ونواف "الشوالي"، وحربي عبدالقادر، وجعفر مدني، ومختار حمزة الشهير بــ"الموهوب" والمقدم المتكن ماهر مصطفى وغيرهم من المعلقين
إن دعم المواهب المحلية هو أكثر من مجرد كلمة طنانة عصرية؛ إنه عنصر حاسم في تعزيز مجتمع نابض بالحياة ومزدهر ، وعندما نأخذ الوقت الكافي للتعرف على المواهب الموجودة في أحيائنا ودعمها، فإننا لا نوفر للأفراد فرصا لعرض مهاراتهم فحسب، بل نساهم أيضا في النمو الثقافي والاقتصادي والرياضي الشامل لمجتمعنا.
وأحد الجوانب المهمة لدعم المواهب المحلية هو "التأثير الإيجابي" لذلك على مواهب التعليق السعي للتطوير من خلال متابعة أعتى المعلقين، والحرص على تطوير مستوى اللغة وتوسيع مدارك المفردات، والالتزام بالأداء الخاص والابتعاد عن التقليد "الكربوني" للمعلقين المشاهير
وعلى منظمو الدوارت والبطولات الرياضية أن يظهروا دعمهم لأصحاب الحناجر الذهبية من معلقي الأحياء المبدعين ليكون هذا التشجيع حافزا قويا لهؤلاء الأفراد لمواصلة السعي وراء شغفهم وصقل مهاراتهم
علاوة على ذلك، يساعد دعم المواهب المحلية على خلق شعور بالفخر المجتمعي، عندما نرى أبناءنا يحققون النجاح والاعتراف بمواهبهم، فإن ذلك يغرس شعورا بالفخر والوحدة داخل مجتمعنا، ويصبح احتفالاتنا مدججة بالمواهب المتنوعة الموجودة في ساحتنا الخلفية.
بالإضافة إلى الفوائد الشخصية والمجتمعية، فإن دعم المواهب المحلية له أيضا تأثير اقتصادي كبير، من خلال حضور البطولات والمنافسات الرياضية المحلية وفتح المجال أمامهم واستقطابهم بمقابل مادي معقول، فإننا نساهم بشكل مباشر في الرفاهية المالية لهؤلاء الأفراد، وهذا بدوره يساعد على تحفيز الاقتصاد المحلي وخلق دور من النمو والفرص.
فلاش:
إن ما أتابعه وأشاهده من مواهب موجود في أحياء مكة المكرمة في كل المجالات خصوصا تعليق كرة القدم لهو مكان فخر واعتزاز ولو وجد هؤلاء الفتية أدنى درجات الاهتمام لكانت لهم كلمة، وبمقدورهم الوصول إلى أعلى المستويات ودعمهم ليس مجرد عمل طيب؛ إنه استثمار في النسيج الثقافي والاجتماعي والاقتصادي لمجتمعنا، من خلال التعرف على المواهب ورعايتها داخل أحيائنا، يمكننا إطلاق العنان للإمكانات الخفية، وتعزيز الإبداع، وخلق مجتمع أقوى وأكثر حيوية ليستمتع به الجميع. لذلك، دعونا نحتضن ونحتفل بالموهبة الموجودة في أحيائنا المحلية ونشاهدها تزدهر، شكرا سليمان شعيب ورفاقه على ما تقدمونه من إمتاع وإبداع ولولا وجودكم وجهودكم لما استمتعنا بكرة قدم حقيقة في أحياء مكة، فأنتم تستحقون الاهتمام باعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين، ومن سار على الدرب وصل هذا علمي وسلامتكم.