خلال حضوري للملتقى الثقافي لتدشين عدد من الكتب لمجموعة من المؤلفين الذي أقامته الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بجدة ، أواخر يوليو الماضي بالتعاون مع شركة تكوين العالمية للطباعة والنشر والتوزيع ” عضو اتحاد الناشرين العرب ”، توقفت أمام مجموعة الإصدارات التي ضمها الملتقى ، وكان من بينها رواية " الدبلة في آخر الممر " ، للكاتبة رهام خالد الخلف ، التي حظيت بإهدائي نسخة منها .
ورغم أن الرواية تمثل الإصدار الأول للكاتبة ، غير انها استطاعت أن تجعلها محملة بالعديد من القضايا الإنسانية ، وهذا ما يلحظه القارئ من خلال ربطها للزمان والمكان بأسلوب مشوق ، وهو في بدايتها حينما أشارت إلى جرس الباب الذي قطع خلوتها ، فالجرس وإن حمل إزعاجا لدى البعض لكنه أحدث نقلة أولى للرواية مما مكنها من سرد الأحداث ، ووصفها بأسلوب جميل ، وفي حديثها عن مكة المكرمة ورؤية المسجد الحرام أيقظت الكاتبة روحانية المكان لدى القارئ ليتذكر ما قاله الشاعر الكبير الأستاذ حسين عرب رحمه الله:
لبيك .. يارب الحجيج جموعه وفدت عليك
ترجو المثابة في حماك وتبتغي الزلفى لديك
لبيك والآمال والأفعال من نعمى يديك
لبى لك العبد المطيع .. وجاء مبتهلا إليك
هذه الجموع تدفقت منها المسالك والبطاح
قطعوا لك الدأماء، والغبراء، واجتازوا الرياح
وإن أوقفتنا الكاتبة في رويتها عند المسجد الحرام لنتأمل روحانيته ، فقد أوقفتنا مرة أخرى أمام وصف دقيق لبرج الساعة المقابل للمسجد الحرام لتشعرنا بروحانية المكان ، وتشير للساعة كوقت يمضي من الحياة .
والحقيقة أنني عجزت عن وصف وتحليل ما خطته الكاتبة ، فأسلوبها جعل جمع بين المتعة والتشويق ، ونجحت في استخدام أسلوب التأثير ، وهذا ما جعل القراء يواصلون قراءة الأحداث المتنوعة حتى نهاية الرواية رغم طولها .
ورواية " الدبلة في آخر الممر " ، للكاتبة رهام خالد الخلف ، تذكرنا بالبدايات الأولى للكثير من كتاب الروايات ، ومنهم الكاتبة البريطانية جي. كي. رولينغ صاحبة السلسلة الروائية الأشهر والأكثر مبيعاً حول العالم "هاري بوتر" ، والرواية الأولى "يوتوبيا" للمصري أحمد خالد توفيق، و"رجال في الشمس" للفلسطيني غسان كنفاني، و"ذاكرة الجسد" للجزائرية أحلام مستغانمي ، فكلهم كانت بداياتهم رواية أولى ، ففتحت أمامهم الأبواب بعدها ، وانتقلوا من عالمهم إلى عالم آخر ملئ بالشهرة والنجومية ، بعد أن قدموا أعمالا يصعب محوها .
وأملي أن تكون الكاتبة رهام خالد آل خلف واحدة من أولئك الذين نراهم مستقبلا في المحافل الأدبية حاملة أوسمة تقديرا لأعمالها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com