بينما استمتع بأشعتها الذهبية، التي تلامس وجهي في كل صباح، وأحتسي كوب قهوتي بقرب نافذت عملي، الذي يجعلني أتامل المكان ومن حولي بصمت، من يكرر موقف مررت به سابقاً، لكن ردات الفعل مختلفة تماماً، الشعور الجميل الذي يشعربه من يجلس بجواري، كلها أحداث يومية أخوضها، وأفكر في تفاصيلها في نهاية يومي، لأختم لحظاتي هذه بأبتسامة وانام تلك الليلة والسعادة تغمر قلبي، لا أنكر أنني أصادف كثيراً من لا أشعر بالراحة معهم، وكنت اعاني للغاية عندما نكون معاً، لكن مرور السنوات والامور التي أحاول أن أطور نفسي فيها، كانت تدهشني كثيراً، امر بتغيرات هائلة وأقرب وصف لكلامي ما حدث لي اليوم!
يمرون بي ولا أشعر بوجودهم، مما جعلني أمضي، والاسئلة تتساقط كالشهب في عقلي، ما الذي حدث؟
لا أشعر باي شي؟
طمأنينة تسكن قلبي وهدوء يحتضنه بلطف!
حتى إيقنت أن جهد تلك الليالي، التي كنت ادرب نفسي فيها، أنني أستحق كل ما هو جميل، والاشخاص الفريدين، المتفردين بحظورهم والمدهشين، أستحق أن أعيش سعيدة ومتألقة، تلك الكلمات أثمرت في نفسي الدفينة، مما جعلني أرى أغلب اولئك الذين، لطالما حاولوا الاستنقاص مني، بمحاولتهم البائسة بالتقرب مني، ألا أنني لم اعد أود ذلك، فأكملت في مساري بثبات، سابقاً كانت عاطفتي المتحكم الاول والاخير، فيما يتعلق بالعلاقات الانسانية، كوني أتفهم صعوبة الحياة في الاونه الاخيرة، وأننا لم نعد اولئك الاطفال البالغين من العمر 16 عاماً، ومع تقدمي في العمر يقفز بي عقلي لمستويات مختلفة من النضج الفكري، ليسهل علي الاتزان بينه وبين قلبي.
وقبل لحظات جعلني القدر، أشاهد أحدهم كان يشبه روح مألوفه لقلبي، ولطالما كان مروره مؤلم وجميل على قلبي، فكنت أعيش صراعين قاسيين للغاية، لكن هذه المرة لم أشعر بأي شي،شعرت بالامتنان على عيش تلك اللحظات الجميلة وحسب، مما جعلني أبتسم وأخيراً تخطيت ذلك، هنا أدركت أننا نحتاج الوقت الكافي، لنشفى، لنفهم ذواتنا، لنقدر أنفسنا أكثر، ولندرك دروسنا، والاهم أن نتعلم ما يناسبنا، بالفعل لم أعد أكره أي انسان، أو حياتي بل أصبحت ابتسم لتلك الذكريات الجميلة، التي حظيت فيها بالسعادة معهم، لم أكن أدرك حينها، أنها ستكون مؤقتة ومؤلمة للغاية، ألا أنها أجمل حدث مر بي، لقد غيرتني كثيراً، أصبحت شخص متزن، خفيف، مرح، متفهم، وبلا شك لديه نقيض لكل المشاعر الجيدة، لكنه لا يزال يعمل على تحسين نفسه، وأن ينمو بشكل جيد.
كتبت هذا المقال لأقول:
"مهما شعرت بأنك غير كافي، أو أنك شخص غير مرحب به، أفهم أنك لم تمنح نفسك الحب والقبول الكافي، لذلك أخبر نفسك دائما أنك كافي وجيد وتستحق أن تحيا حياة جميلة، وستلتقي بمن سيقولون ذلك لك دائماً، أنت محبوب ومرغوب به في هذا العالم، وأيضا مهما أشتدت صعوبة ظروف حياتك، تذكر أنها مسألة وقت وبقائها يعتمد على المدة، التي ستستغرقها لفهم درسك، أنت من يجعلها تمضي ومن يجعلها ترافقك فترة أطول، وإياك أن تستعجل أي شي،ما هو لك سيأتيك في توقيته الخاص، الذي أعده الرب لك"
قال د/ ايهاب:
" للكلام أثر يتعدى الاعتقاد، فهو طاقة تتسرب من فم الشخص، وتأخذ لرحلة غير منتهية في أرجا الكون، فكل كلمة تطلق من الفم، هي تجسيد لكل ما يحوي عقلك من كلمات، رسخت فيه من خلال التكرار"
لذلك أن كنت تظن أنك لن تستطيع تخطي ظروفك، فلن تتخطاها ابداً، كن دائم على يقين أنك قادر على المضي، وفهم دروس الحياة التي تمنح لك، وتقبلها بكل لطف وصدق، حينها ستمتلئ حياتك بالمعجزات، فيظهر كل ما هو مخبئ في داخلك، على شكلك الخارجي، ليتجسد بالقبول والسعادة، الجمال، التفرد، وشعور الراحة، الذي يشعر به معك أي انسان يلتقي بك، فألارواح لا تخطي بشعورها.
لم أعد أكره أحد، أصبحت أمضي بخفه، و أوكلت أمور حياتي، التي كانت تقلقني لعلام الغيوب، فهو يعلم مالا يعلم البشر عني، ويدرك حقيقة نواياي أتجاه نفسي أولاً، ومن ثم الناس من حولي، وهذا اليقين من أعظم ما سكن قلبي، لثقتي أنني لا أحتاج أن أبرر لأحد أي شي، فالرب وحده يعلم ما أكن في داخلي^_^
شعور لطيف يجعلني أزهر في كل يوم جديد يمنحه الرب لي، ممتنه يالله على كل ما وهبتني إياه، وابسطها سهولة كتابتي لهذا المقال، الذي أنوي أن يلامس بصدق أكبر قدر من القلوب الجميلة، لتفهم أن وجود كل منها مهم في هذا العالم، وأن وجوده هنا لم يكن عبث.
أعتنوا بأنفسكم وانوي لكم ليلة سعيدة^_^