أوضحت خبيرة ومدربة تعزيز الصحة وجودة الحياة الدكتورة أمل الجودر ، أن التأطير عبارة عن عملية وضع تجربة معينة عشتها أو مؤثر ما تعرضت له أو سلوك ما تسلكه في إطار معين ، ويؤثر هذا الإطار بشكل كبير على إدراكك للتجربة أو المؤثر أو السلوك تماماً كما يؤثر نوعية الإطار حول الصورة ، فكما يبحث الفنان الحقيقي جيداً عن الإطار المناسب للوحته لأنه يعرف مدى تأثير الإطار عليها، يجب عليك القيام بذلك ، فيجب أن تبحث عن الإطار المناسب لتجربتك لمؤثراتك ولسلوكك ، فلو اخترت لها إطارا محبطاً فستعطيك تأثيرا سلبياً لها والعكس صحيح ، و عندما تختار إطاراً مشجعا تحصل على نتائج ايجابية . وإعادة التأطير تعني وبكل بساطة تغيير الإطار المستخدم من النوع المحبط إلى النوع المحفز مثلما نغير من إطار قديم لصورة ونضعها في إطار جديد .
وقالت إن هناك نوعان لإعادة التأطير الأول حول أين ومتى حدثت التجربة أو المؤثر أو السلوك والثاني حول معناه ، فقد يكون سلوكا ما في وقت معين ومكان معين أمرا مطلوبا في حين أن نفس السلوك في وقت آخر ومكان آخر يكون مرفوضا فمثلا الثقة مطلوبة في معظم الوقت ولكنك عندما تقوم بأمر خطر ولأول مرة فقد تحتاج لشئ من الحذر. أما النوع الثاني فهو يخص معنى السلوك فالسلوك الواحد يحمل أكثر من معنى .
و كما يقول الشاعر:
و عين الرضا عن كل عيب كليلة
ولكن عين السخط تبدي المساويا
وتابعت د.الجودر : قد يكون الحدث هو نفسه إلا إنك عندما تعطيه معنى آخر يؤدي إلى نتيجة مختلفة ، لنفترض مثلا بان ابنك قد اعتاد على الحضور إلى المنزل في وقت محدد وفي ليلة ما تأخر عن موعده. ترى ما الإطار الذي تضعه حول معنى تأخره هل هو إطار سلبي فتقول لنفسك لا بد أن أصابه حادث مروري أو تشاجر مع أحدهم أو أصابته وعكة صحية و ذهب إلى المستشفى ، إذا كان ذلك هو الإطار الذي تضعه جرب أن تعيد تأطيرك ليكون إطارا ايجابيا مثل انه يستمتع مع أصدقائه ونسي الوقت أو ذهب إلى السينما لمشاهدة فيلم ولم ينته بعد أو انه لم ينه عمله أو ذهب للنادي الصحي .
وأضافت: يعلمنا الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أسس إعادة التأطير بقوله ” عجباً لأمر المؤمن ، أمره كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ” وهو أبلغ دليل على مدى تأثير إعادة تأطير المعنى على النفس البشرية للنظر إلى المصيبة على إنها وسيلة للخير لو صبر عليها .
وخلصت د.الجودر إلى القول:
درب نفسك على استخدام طرق مختلفة عندما تفكر بأمر ما أنظر إلى أي تجربة بعدة زوايا مختلفة ومن وجهات نظر متباينة ، ارتد عدة قبعات لتقيم مسألة ما و ستذهل من تعدد الاحتمالات. انظر إلى أي مشكلة تطرأ عليك على إنها فرصة للتعلم والخبرة والثواب .. وفي أي وقت تمر بتجربة سلبية اختبر إطارك وضع في اعتبارك عملية إعادة التأطير .