هناك شيء آسر حقا في رؤية رياضي بطل يَعُودُ منتصر إلى رياضته ، إنها لحظة تملأ الجو بالإثارة والترقب والشعور بالرهبة، إن المشاعر التي تحيط بهذه العودة معقدة وقوية، سواء بالنسبة للرياضي أو للجماهير التي تنتظر عودتها بفارغ الصبر، في مساء اليوم السبت صَافَحَ البطل القومي العداء يوسف بن أحمد مسرحي أكثر من 30مليون إنسان يَعِيشُونَ على ثرى هذه الأرض الطيبة بإنجاز جديد وفريد، ذهبية سباق 400م بزمن 45.55ث ، فريد لأنه أتى بعد تحد طويل وشاق، توقف مجبر، ثم أنكسر، وتوارى عن الأنظار، لكن لم يستسلم لان الرياضي الأصيل يتوقف ويغيب ثم بالإصرار يعود، عادة "يوسف" القوى ،المثابر، الشجاع من بعيد، وَتَلَقَّفَهُ بطلٌ آخر له في هذا الميدان بَاعَ طويل "حمدان بن عوضه البيشي" والذي أثبت هو الآخر معدنه، وقدم المدرب الوطني في أبهى حلة، بعمله الجبار والباهر في إعادة "مسرحي" إلى منصات التتويج، وقد ظن البعض أنه انتهى وقد بلغ من العمر عتية ، لكنه عاد وذكر مضمار ألعاب القوى عبر بطولتها الأقوى أنه "مسرحي" صاحب الرقم القياس هو بشحمه ولحمه قد عاد بقوة
كُنْتَ في زيارة مساء يوم الخميس إلى معقل الأبطال مقر الاتحاد السعودي لألعاب القوى وَالْتَقَيْتُ بمحركه النشط المهندس حبيب بن محمد الأمين فقرأت في عينيه تَفَاؤُلاً بِلَا حُدُودٍ ، استعرضت معه على عجالة العمل الفني الكبير والذي يدار خلف الكواليس لإنتاج المزيد من الأبطال، والسعي إلى تحقيق المزيد من المنجزات فشعرت بارتياح كبير وَأَيْقَنَتْ أن المنظومة تعمل بجد واجتهاد ، خصوصا عندما عَلِمَتْ أن ربان السفينة وقائدها الطيب الدكتور حبيب بن علي الربعان خلف النجوم هناك داعما لهم ، لذلك فنتيجة اليوم بذهبية 400م وفضية القفز بالعصا، جزء من طموحاتهم الكبير جدا
نعود إلى مشاعر عودة "مسرحي" فالترقب والإثارة المحيطة بعودة البطل الرياضي لا مثيل لها، إنها لحظة ينتظرها المشجعون والمتابعون والعشاق بفارغ الصبر، وهي بمثابة تتويج لأشهر أو حتى سنوات من إعادة التأهيل والتدريب والتصميم
إن تأثير عودة الرياضي البطل "مسرحي" يتجاوز العشاق والمتابعين إلى المجتمع الرياضي بأكمله لأنه مليء بالإثارة، يتوقع المدربون ، والفنيون ، والمسؤولون بفارغ الصبر اللحظة التي يعود فيها الرياضي إلى الميدان والمضمار ، هناك شعور بالوحدة والصداقة الحميمة، حيث يدرك الجميع الموهبة المطلقة والتفاني المطلوب لتحقيق عودة ناجحة، وهذا تحقق بعمل الثنائي "مسرحي والبيشي" وخلفهم أمة من البشر
فلاش:
الدعم والتشجيع منا جميعا "عشاق ألعاب القوى" يَزِيدُ من الإثارة، وَتَغْمُرُ رسائل الترقب منصات وسائل التواصل الاجتماعي، ويصبح الجو مليئا بالحيوية عندما يصل الترقب إلى ذروته، مما يخلق طاقة لا مثيل لها يتردد صداها في وسط أم الألعاب السعودية، لذلك اِطْمَئِنُّوا أيها العشاق والمحبون فألعاب القوى السعودية في خير، هذا علمي وسلامتكم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل m_abulouy@yahoo.com