قال صديقي,وهو متجهم الوجه، ويبدو عليه الامتعاض، بعدما ألقى التحية كيفما اتفق: هل قرأت مقال (صاحبنا) في الصحيفة (الفلانية) وأمام اسمه قد كُتب (الكاتب العربي) ؟!
قلت: وما المشكلة في ذلك؟, ولماذا كل هذا الامتعاض ؟
ثم أردفت مازحا: هل هذه (غيرة) من الكاتب العربي ؟
ولم يرد على مزاحي بالطبع، لكنه نظرا إليّ بنظرة غريبة، ثم تابعت حديثي: هلىبلغ بك الغضب أن تنكر على أنه كاتب، ويكتب باللغة العربية، ثم تنكر عليه أصله العربي؟!
ثم أليست الصحيفة التي نشرت المقال صحيفىى عربية؟!، وتنتشر في المحيط المحلي والعربي والعالمي عبر (الانترنت) وعبر كل الوسائل؟.
في كل مرة كان يهز رأسه باﻹيجاب على كل سؤال، ثم تابعت حديثي:
ياعزيزي (الشاعر الفلاني) هناك ألقاب ومسميات أُطلقت على كُتّاب وأدباء وشعراء ومثقفين وفنانين وإعلاميين ، وغيرهم ، رجالا ونساءً، وأصبحت دارجة على ألسن الناس وكتاباتهم في أنحاء العالم أيضا، أليس كذلك؟
هز رأسه موافقا...
ثم تابعت: فهناك مثلا على مستوى العالم العربي (العندليب اﻷحمر، كوكب الغرب، سيدة الشاشة الغربية، سيدة الشاشة الفارسية، ملك الشعراء، صوت السماء، فنان العجم، شاعر المليار ....) وغيرها وغيرها من المسميات، إضافة إلى سعادة الدكتور الفلاني والبروفيسور العلاني، منها ماهو حقيقي ومنها ماهو وهمي، مقابل شهادة قيمتها حفنات من الدولارات !
فهل سألت نفسك يوما ما عن استحقاق أصحاب هذه المسميات واﻷلقاب لها، من عدمه؟!
أجاب -بارتباك- نافيا، وقد كان غافيا، غافلا، فيما يبدو، !
ترى من أطلق هذه اﻷلقاب والمسميات على هولاء؟
قال مواصلا ارتباكه: النّ النّ الناس... !
قلت: سأسايرك، نعم صحيح أطلقها أناس مثلنا على أناس آخرين مثلنا، عبر التاريخ واﻷزمان، لم ينزل بها ملك مُقرّب ، ولم يُبعث بها نبي مُرسل !
أطلقها أناس (يأكلون الطعام ويمشون في اﻷسواق)!
وانظر يارعاك الله إلى هذا التعبير القرآني، وكل التعابير القرآنية فريدة، (يأكلون الطعام)، وما يتبع الطعام والشراب من عمليات طبيعية بشرية !
أليس كذلك أيها الشاعر (النحرير) الذي أُطلق عليه (الشاعر الفلاني) ولم يعترض عليه ولا عليك أحد؟!
قال: وهو يهز رأسه مندهشا، بلى .. بلى، هو ذاك !
قلت له: اسمح لي أن أختم حديثي بالتالي:
ليس بالضرورة أن يكتب من شواطيء بيروت ولا من شقة في بغداد، ولا من على شاطيء النيل...
كما أنه ليس شرطا أن يكتب من أمريكا أو روسيا أو فرنسا أو غيرها، لكي تقتنع أنت أو غيرك بأنه كاتب عربي، أو حتى عالمي..
يكفيك فخرا أنه يكتب من بلدك، وقد غدت، ليست في مصاف الدول العربية فحسب، بل في مصاف الدول العالمية الكبرى، وأنه صديقك، أفلا يجب أن تفخر بصديقك ؟
أم أن (زامر الحي لايطرِب؟!
اترك عنك هذا الامتعاض والعنجهية والتجهم والاشتغال باﻵخرين، وانشغل بنفسك وتطوير ذاتك، ولا تمارس دور الوصاية على أحد، أيها (الشاعر النحرير) !
واذهب يارعاك الله كل بعض الطعام، وامش، أو (تمش) في، بعض الأسواق!
بقلم - حامد العباسي
يأكلون الطعام ويمشون في اﻷسواق !
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/articles/234719/