تمتاز القراءة بأنها تمنح الفرد القدرة على التنقل بين صفحات الماضي ، ومعرفة الأحداث والمواقف عبر العصور والأزمان ، والتنقل بين مدن العالم والتعر على عادات الشعوب وتراثهم ، ومن فوائدها أيضا تحفيز الدماغ ، وتخفيف التوتر ، وزيادة المعرفة ومخزون المصطلحات ، فضلا عن تقوية الذاكرة ، وتعزيز مهارات التفكير ، وغيرها من الفوائد ، ولا أزعم أنني قارئ جيد ، لكني أتنقل بين الفينة والأخرى بين صفحات الكتب والمراجع باحثا عن معلومة هنا وأخرى هناك تساهم في تنمية قدراتي وثقافتي .
وبين قراءة جعلتها حرة توقفت أمام معلومات عن محافظة عُمانية تعرف بمحافظة " الداخلية " ، تمثل " بموقعها وطبوغرافيتها بمثابة العمق الإستراتيجي للسلطنة ، ويوجد بها ثمان ولايات أشهرها ولاية نزوى عاصمة الثقافة بعُمان ومركز الإشعاع العلمي والثقافي للبلد قديماً ، وتضم المنطقة الداخلية العديد من المواقع التراثية والمناظر الخلابة حيث تم في الآونة الأخيرة فتح كهف الهوته وهو ثاني أكبر كهف في دول الخليج وبه العديد من الأشياء الغريبة مثل السمك الذي لا يرى في الضوء ، ويبلغ عدد سكان محافظة الداخلية حوالي 450 ألف عام 2022. منهم 280 ألف مواطن وتبلغ مساحتها 31 ألف كم مربع. في عام 2022 ، وزاد عدد ولايات المحافظة وذلك بعد مرسوم سلطاني برفع المستوى الإداري للجبل الأخضر لتكون ولاية تابعة لمحافظة الداخلية ".
وتعد ولاية نزوى إحدى ولايات الداخلية عاصمة الثقافة بعُمان ، " وكلمة نزوى اسم مشتق من الفعل انزوى؛ وذلك لأنّها تقع على مفترق طرق بين كلّ من مسقط، وسلسلة جبال الحجر، والأجزاء الشماليّة من عُمان، وسمّيت أيضاً "بيضة الإسلام"؛ وذلك بسبب نشاطها الفكري، كما تخرج منها أجيال كثيرة من الفقهاء من أمثال صاحب المصنف، وصاحب كتاب بيان الشرع، كما أنّها خرّجت الكثير من العلماء، والمؤرخين، وقد اشتهرت بكونها عاصمة دينية، وروحية، وفقهية، بحيث كان لها دور كبير في الدعوة للإسلام، والجهاد في سبيله، وقد كانت في السابق العاصمة السياسية لسلطنة عُمان، وقد أطلق عليها جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ يرحمه الله ـ اسم "مدينة العلم والتراث"، وذلك لكونها مركزاً للعلم، والحضارة، ومستودعاً للتراث الإنساني، ولا تزال قلعتها التاريخية شامخة حتى اليوم كما ينتشر بها العديد من الحصون والأبراج والمساجد الأثرية القديمة.
أما ولاية بهلا فتمتاز بكونها من أقدم مناطق عُمان ، وعاصمتها في بعض فترات التاريخ القديم ، وتشتهر بسورها التاريخي وبحصن جبرين الشهير وكذلك قلعة بهلاء المدرجة من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ضمن قائمة التراث العالمي ، ومنح ، والحمراء ، واكتسبت ولاية أدم شهرتها لما تضمه من مواقع أثرية وسياحية ، إذ كانت ملتقى طرق القوافل قبل الإسلام .
ومن الولايات إزكي ، ، وبدبد ، والجبل الأخضر ، وولاية سمائل فتشتهر بفقهائها وعلمائها ، وواديها وواحاتها الخضراء وكثرة النخيل وبصناعة النسيج والجلود .
وتضم محافظة الداخلية العديد من القلاع والحصون ، منها قلعة نزوى المسماة بـــ ( الشهباء) ، المتميزة بشكلها الدائري ، ، وارتفاعها الذي يصل إلى نحو 24مترا وطول قطرها الخارجي43مترا والداخلي 36مترا، وهي بمثابة منصة منبسطة السطح أقيمت على قاعدة مردومة بالحجارة علوها 15م ، وهي من أقدم القلاع بعمان .
ويمثل حصن جبرين بولاية بهلا مزيج رائع من فن البناء الدفاعي والذوق الرفيع ، وبناءه الإمام بلعرب بن سلطان بن سيف اليعربي، عام 1670م في العصر الذهبي للأسرة اليعربية ، وكان قصرا للإمام وعائلته، وحصنا دفاعيا وقت الحروب، بالإضافة إلى ما يضمه من قاعات دراسية لتعليم الفقه الإسلامي .
وهناك حصن بيت الرديدة الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر ، ويقع في الجهة الغربية من "نيابة بركة الموز" وقد بناه الامام سلطان بن سيف اليعربي ثاني أئمة الدولة اليعربية الذي تولى الإمامة في الفترة(1059هـ-1090هـ) الموافق (1649م -1679م) وجدده ووسع فيه السيد محمد بن الإمام أحمد بن سعيد، وهو عبارة عن بناء مربع مكون من طابقين يحصنه سور توجد على زواياه بعض الأبراج الصغيرة، وبموقعه المتميز كان يسيطر على عنق الطريق المتجه إلى الجبل الأخضر.
ويمثل حــــــصن ســـــمائل الواقع في علاية سمائل "سمائل العليا" ، برج دائري كبير مبني بالحجارة و الجص ويقع عند أعلى نقطة على الصخرة في حين يوازيه في الجهة الشمالية من الصخرة برج مربع الشكل، وهناك اسوار عالية تحيط بالحصن وهي غير منتظمه و تصل بين الحصن و المعقل الأمامي حيث يوجد المدخل الرئيسي للحصن ويضم المعقل الامامي بيت الوالي وهو مكون من دورين وبيت آخر لعقيد العسكر.
وتمثل السواق التقليدية بمحافظة الداخلية كسوق نزوى ، وسوق بهلا نموذجا يروي قصص الماضي الجميل ، كما أنها تشكل عوامل جذب للسياح الأجانب .
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com