بالأمس القريب كنت مدعوة لحضور حفلة زفاف إحدى قريبات صديقة قريبة لقلبي .
دخلت القاعة واستقبلتني بشوق واحتفاء لايستغرب منها ؛ وعرفتني على والدة زوجها قالت هذه أم عامر والدة العروس ، فرحبت بي الأم بوجه بشوش يحمل كل معاني السمو والرقي ، وبادلتها حبًا بحب ، ولم تعلم أم عامر انها نقشت حبها في قلبي بصوتها الحنون ونظراتها الناطقة وأسلوبها العذب في الاستقبال .
جلست على طاولة مقابلة لطاولة أهل العروس ،
والفرح يعم أركان القاعة والحضور بأجمل حله وأصوات التهاني والتبريكات ترفرف في المكان .
وأبتدأ الحفل وبالترحيب بالضيوف والجميع يتراقص فرحًا وبهجة ، وبعدها بدأوا يجهزون لزفة العروس وهنا بدأت حكايتي مع أم عامر فأنا
عيني لم تعد ترى سواها في هذا الحفل فالمشاعر تكاد تنطق من هذه الأم الحنونه !!!
فإذا سألت عن أجمل إحساس وأرقى شعور
أسأل قلب أم تنظر لابنتها في زفة زفافها وتراقب خطواتها وهي تنزل من عتبات سلم الزفة،
رأيت الحب والأمومة في أصدق معانيها في تلك اللحظة،
كانت والدة العروس تنظر لها من بعيد، ودقات قلبها ؛ يكاد من بجوارها أن يسمعها، ولسانها يستودعها الله، لكن قلبها لم يتحمل أن ترى صغيرتها تنزل من أعلى
السلم بفستانها الأبيض، وقفت وهي تتأملها من بعيد ثم جرت مسرعة نحوها وهي تسترجع طفولتها وتخشى عليها أن تسقط.
الجميع كان ينظر للعروس وجمالها، وفستانها الأبيض البراق، وأنا أنظر لوالدتها بكل حب وعيناي ترقرقت بالدمع من جمال الموقف ودفء المشاعر في تلك اللحظات.
مشاعر على الأم من فرحة برؤية ابنتها تمشي على أنغام الزفة ، وبين قلب يعلم أن هذه العروس لن تعود معها للمنزل.
لا شيء يضاهي قلب الأم ولاشي أجمل من حب الأم.
أ/ هياء هديب الشهراني
والدة العروس أم عامر
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/articles/234847/