شباب الستين .. و "ستينية" الشباب!
و "الشباب" المقصود في العنوان ليسه له علاقة بأي ناد في مجال الرياضة أو كرة القدم!
وكذلك الأمر، فلا علاقة البتة بين الستين المذكورة وشارع "الستين"، في أي مدينة من مدن العالم!
وإذ تمضي بنا الحياة مابين مفاوزها وصحاريها، وجبالها وسهولها وأوديتها، وبحارها ومحيطاتها، وطرقها ومنعطفاتها، وعقباتها ومنحدراتها... إلخ
فإنها تستطيع، مع قبول منك، وتراه، واستسلام، أن تجعلك "شيخاً" ولمّا تتخط بعد عتبة العشرين ربما !.
لكنك بالمقابل تستطيع بكل بساطة أن تكون "شابا" وأنت ابن "الستين" أو "السبعين" ربما، بل لربما وحتى تبلغ من حياتك "قرنا" من الزمن!
ذلك منوطٌ بك وحدك دوم غيرك..
ذلك، فقط، يعتمد على أفكارك، وطرق وأساليب "عيشك" وإدارتك لمنعطفات واتجاهات دفة حياتك..
إنها طبيعة ديناميكية نظرتك للحياة بشكل عام.
أهنيء ببالغ السرور، ونفحات من الدعوات الصادقات كل من يخطو، أو اقترب، نحو "عتبة" الستين، و"عقبال" مئة سنة، (كما يقال) في طاعة الله سبحانه وتعالى.
عن أبي صفوان عبد الله بن بشر الأسلمي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير الناس مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن وصححه الشيخ الألباني.
وعكس هذا يقول المفسرون: وفي هذا دليل على أن مجرد طول العمر ليس خيراً للإنسان إلا إذا أحسن عمله؛ لأنه أحياناً يكون طول العمر شراً للإنسان وضرراً عليه، كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [آل عمران: 178].
تلويحة:
سأوقد ألف شمعة وشمعة للأمل، وسأشرب من كأس "الحياة" ماتبقى لي من أكواب مقدرة..
وأعلم أن هناك حياة خالدة، لكن في ذات الوقت لانعلم "المثوى"، لكنني نؤمن بمن "نعجل إليه" سبحانه ليرضى.
هي الحياة، من أرادها معك فستكون جنة، ربما تقودنا إلى جنات "أخرى"..
ومن أراد عكس ذلك، فله ماأراد، وعليه العاقبة بالندم والتحسر والخسران.
ستة عقود، فليت شعري كم بقي من المتبقي ؟!.
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
حامد العباسي
14/10/2023 في 1:26 م[3] رابط التعليق
من مشاركات القراء في وسائل أخرى:
لله دركً أستاذ/ حامد العباسي على هذا المقال ، وعلى بعث الآمال في الغدو والآصال ، فكما تفضلت …. نعم الإنسان هو من يعيش نفسه في شباب دائم من خلال مواصلة تعليمه وتعلمه ومن خلال عطاءه وعدم كسله ومن خلال نشاطه وعدم ركونه للراحة والدعة ( وكل ميسر لما خلق له ). وهو من قد يحيل نفسه إلى كهل لا فائدة منه ويجعل من نفسه بؤرة لأمراض بأنواعها ويصبح عالة على أسرته ومجتمعه.
د. محمد المطيري
حامد العباسي
14/10/2023 في 1:28 م[3] رابط التعليق
من مشاركات القراء في وسائل أخرى :
العمر مرتبط بالعقل الباطني فاذا اوحيت له انك شباب ومازلت في مقتبل العمر فسيصدقك عقلك الباطني وتظهر علامات الشباب على صحتك ونفسيتك
واذا اوحيت انك هرم وقاربت خط النهاية فستكون كذلك
انت من تصنع نفسك الصحية والنفسية.
أ. سعد الأسيمر
حامد العباسي
14/10/2023 في 1:30 م[3] رابط التعليق
من مشاركات القراء في وسائل أخرى:
“ذلك، فقط، يعتمد على أفكارك، وطرق وأساليب “عيشك” وإدارتك لمنعطفات واتجاهات دفة حياتك..”
مقال جميل
وأسلوب رائع
أطال الله في أعمارنا وأعماركم في طاعة الله.
د. عبدالعزيز آل حسن
حامد العباسي
14/10/2023 في 1:31 م[3] رابط التعليق
من مشاركات القراء في وسائل أخرى :
بالفعل أجدت في الوصف، فإن الإنسان، بإيمانه بربه، يستطيع أن يعيش شابًا، بدون هرم نفسي، مهما بلغ من العمر، تراه نشيطًا و متعافيا، من داء التفكير والهموم .
الجوال : عبدالمحسن الموسى
صفاء الموصللي
14/10/2023 في 2:47 م[3] رابط التعليق
الله يعطيك العافيه وان شاءالله العمر كلو بخير و سعادة
حامد العباسي
14/10/2023 في 2:59 م[3] رابط التعليق
من مشاركات القراء في وسائل أخرى :
أستاذ حامد العباسي ماشاء الله كتابات جميلة وجزاك الله خير.
ممكن انشرها على قروب المتقاعدين لان معظمهم فوق الستين ولو انشرها في ثلاثين قروب انا مشرف عليها اكون شاكر وممنون.
محبك إعلامي الجمعية يس صباغ