في اعتقاد البعض انه لا توجد قضية في العالم سالت من أجلها بحار من الدماء وانهار من الحبر وعُقدت من أجلها الاف الاجتماعات منها ما هو داخل الحرم المكي مثل القضية الفلسطينية بل ولا توجد قضية صرفت من أجلها الأموال واتحد العرب والمسلمون عليها وشاركوا فيها بالنفس والنفيس وكان لهم فيها قتلى هم أحياء عند ربهم يرزقون مثل قضية الأرض المقدسة التي بارك الله فيها وهي أرض المعراج وقد نالت شرف وقوف الأنبياء بها صفاً واحدً كأنهم بنيان مرصوص خلف إمامهم ومن هو افضلهم وخاتمهم صلى الله عليه وسلم.
الاستعمار هو السيطرة على دولة بالقوة ونهب خيراتها وابقاء شعبها في فقر وجهل ومرض والأسوء من الاستعمار هو الاحتلال وهو طرد وتهجير شعب من أرضه أو قتله واحتلالها وهذا ما فعلته أمريكا في الهنود الحمر في الماضي وما تفعله اسرائيل في فلسطين في الحاضر وبقوة السلاح وما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة، ولكن يجب أن يكون الاعداد لهذه القوة ليس بالسلاح فقط ولكن بكل ما يُستطاع من علم وسياسة وحنكة ودهاء وفراسة التنبؤ بمآلات الامور.
ان القضية الفلسطينية لن تحل ولا يراد لها ان تحل لأسباب كثيره جداً منها ما هو ديني وما هو سياسي وما هو اقتصادي والاخطر والأكبر والاعظم ما هو جغرافي لذلك لن تعترف اسرائيل بدولة بفلسطين ابداً لأنها سوف تعيق مشروع اسرائيل الكبرى الذي لا يخفى على احد ولكن يستهين به البعض، ان الكيان الصهيوني الغاصب المحتل كان حلماً لليهود وأصبح واقعاً وسيبقى إلى أن يقضي الله امراً كان مفعولاً.
ان ما تفعله اسرائيل في غزة ليس جديداً ولن يكون الاخير، وحصر المشكلة في غزة أو الضفة أو جنين غير صحيح وغير حقيقي، فالكيان الغاصب والمحتل يدمر ويقتل ويحرق ويهدم في كل انحاء فلسطين بلا رحمة أو خوف من العواقب لان الأمم التي تداعت علينا لا تحاسبه.
أيها الناس ان الحرب بين الفلسطينيين والإسرائيليين هي حرب بين خير أمة أخرجت للناس وبين شر أمة بين الناس ( قتلة الأنبياء ومن كذبوا على الله ) اذاً هي حرب بين الإسلام والكفر حرب مقدسة لأنهم احتلوا أرض مقدسة، لذلك وجب على كل مسلم المشاركة فيها بكل ما يستطيع ومتاح له حتى وان كان الدعاء أو المال وترك ما هو سياسي لمن هم مطلعون على خفايا وبواطن الأمور ومن هم مرابطون على الثغور.
أيها الشباب كونوا أصحاب بصيرة وفراسة فان كثيراً مما يعرض في مواقع التواصل الاجتماعي من البعض هم أكثر سوءً من سحرة فرعون الذين يقلبون الحق باطلا والباطل حق وما بين الحق والباطل هناك شياطين من الإنس قلبوا الأمور وأوغروا الصدور وزينوا الباطل لبعض الناس حتى أوردوهم المهالك ولما رأوا العذاب تبرأ الذين أُتبعوا من الذين أتبعوا .
سيأتي يوم ويُخرج المسلمون اليهود من كامل الأراضي المقدسة صاغرين اذلاء بإذن الله تعالى ليس بقوة المسلمين فقط ولكن بتمسكهم بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين من بعده التي أصلح الله بها صدر هذه الأمة وجعلهم سادة الأرض وشهداء في السماء، والى ان يأت ذلك اليوم اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحقن دماء المسلمين في فلسطين ويعافي مرضاهم وينصرهم على عدوهم ويجمع كلمتهم.