سورة ( ق) سورة عظيمة مكية تتحدث عن مبدأ الإنسان منذ خلقه الله -تعالى-، وذكر فيه أحواله وأعماله، وذكر فيها منتهاه وغايته، ويستحب قراءة سورة (ق ) يوم الجمعة في الخطبة لأن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقرأها على المنبر في الخطبة وهى سنة مهجورة .
عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان رضي الله عنها قالت : ما أخذت ( ق والقرآن المجيد ) إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها كل جمعة على المنبر إذا خطب الناس . رواه مسلم.
🔷 الحكمة من قراءة سورة (ق ) في خطبة الجمعة:
قال النووي رحمه الله : " قَالَ الْعُلَمَاء سَبَب اِخْتِيَار ( ق ) أَنَّهَا مُشْتَمِلَة عَلَى الْبَعْث وَالْمَوْت وَالْمَوَاعِظ الشَّدِيدَة وَالزَّوَاجِر الْأَكِيدَة ، وَفِيهِ اِسْتِحْبَاب قِرَاءَة ( ق ) أَوْ بَعْضهَا فِي كُلّ خُطْبَة " انتهى . وقال ابن كثير رحمه الله : " كَانَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِهَذِهِ السُّورَةِ فِي الْمَجَامِعِ الْكِبَارِ ، كَالْعِيدِ وَالْجُمَعِ ، لِاشْتِمَالِهَا عَلَى ابْتِدَاءِ الْخَلْقِ ، وَالْبَعْثِ وَالنُّشُورِ وَالْمَعَادِ وَالْقِيَامِ وَالْحِسَابِ ، وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ والثواب والعقاب والترغيب والترهيب " انتهى من "تفسير ابن كثير" (7/ 367) .
🔷 صفة قراءة سورة (ق )على المنبر يوم الجمعة:
1- تُقرأ كاملة في الخطبة الأولى.
2- يقرؤها مرتَّلة لقوله تعالى (ورتل القرآن ترتيلا).
3-، يُعلِّق على ما يحتاج إلى تعليق، ويُنبِّه على ما يحتاج إلى تنبيه، وإن سَرَدَها ثم أتبعها بذكر شيء من أحكامها وبيان غريبها وتوضيح ما يُشكل على الناس منها كان حسنًا.
4- يبدأ في قراءة السورة بعد أن يستهل بما كان النبى صلى الله عليه وسلم يفعل فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول في خطبته : "أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها" وهذا يدل على أنه لا يقتصر على السورة فقط وأنه يذكر معها أشياء ( ابن عثيمين).
🔷 فضل السّورة :
تُعتبر سورة (ق) كما في الرّاجح عند المُفسّرين أنَّها أوَّل المُفصَّل في القرآن الكريم، ويُقصَد بالمُفصَّل سور القرآن القصيرة التي كَثُر الفصل بينها بالبسملة، فسورة (ق) هي حدُّ بداية المُفصَّل وأوَّله على الصّحيح من أقوال المُفسّرين.
وذكر ابن كثير أنَّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام كان يقرأ سورة ق في المجامع الكبيرة كالعيد وصلاة الجمعة؛ لاشتمالها على الخلق والبعث والنّشور والحساب، وحديثها عن الثّواب والعقاب، وتناول آياتها للتّرغيب والتّرهيب على السّواء.