من قال: (ممروس أو فتيت أو بثيث)؛ على اختلاف لهجتنا الحساوية، طيب اللهم أنفاسكم بالمكارم والألق والابتسامة؟
جرت العادة في كل بهجةٍ حساوية، وليالٍ قمرية، وزيجات محلية أو شرقاية، أن يصنع هذا الطبق الشعبي، والتراثي في آنٍ، لتكامله من الناحية الغذائية، وتضامنه فوق أجنحة البلابل الأسرية؛ لتكاتف كل الجيران والأهل بتحضيره وإظهار مودتهم بالجميل.
وبما أننا في أحساء النخيل، فالمكون الرئيس فيه التمر، والطحين الأسمر، والزبدة أو السمن على حدٍ سواء، وكذلك الينسون (الحلوة)، والهيل، والزعفران، وماء الورد، والكل يتفنن في المقادير على حسب كل مطبخ وذوق؛ كإضافة المكسرات وغيرها من المحفزات التأثيرية للعرض والطلب والتسويق!
على كل حالٍ وعافية، يجتمع أغلب الأهل والأحبة لصنع هذا الطبق التراثي قبيل الزواج بأيامٍ معدوة، والكل منهم قد اتسم بالفرح، والزغاريد تتطاير بين أفواه الترانيم، والشيلات، والجلوات..
فما تكاد أن انفصل التمر عن نواته، إلا واستدارت (المحارك) في كيفياته، وتمايلت الرؤوس على صولاته وجولاته؛ بذكر المعرس والعروس بالأحراز القرآنية والهُتافات الوجدانية.
وعلى صعيد المحبة والتواصل، الكل منهم يُهدي الآخر في مناسباته، سواء أكانت بحفل الحنة، أو عقد القِران، أو في كل اجتماعٍ اتسم بالألفة شتاءً وصيفاً.
نعم الأحساء، متعددة القرى، والمدن، فما تكاد أن يخلو هذا البيت عن الآخر من اختلاف مدة الكلام، وريحان الوئام، وعذوق الصرام، وعطر الختام.