في كل مجتمع إنساني تَتَنَوَّعُ ثقافات الأمم الاجتماعية في الحياة اليومية لجميع أفراد الأسر والعوائل والقبائل والشعوب، هنا اخترت ثقافة تربية الأبناء منذ نعومة أظافرهم وحتى بلوغهم، تحت بند الخوف عليهم والحرص على سلامتهم خاصة الأولاد من سن الرابعة إلى الخامسة عشرة من العمر قد تزيد أو تنقص
كانت في ثقافة مجتمعنا في المدينة المنورة وقد تكون كذلك في بعض مدن مملكتنا الغالية مثل مكة المكرمة ومحافظة جده، والطائف، وينبع وغيرها من المدن والمحافظات، وهي تخويف الأطفال من بعض الأسماء الخيالية والتي لا تخلو من عالم الجن والعفاريت والسحرة واللصوص والحيوانات المفترسة، وأكثرها تخويفا قصص عالم الجن والعفاريت وما تسمى (اَلدُّجَيْلَهْ) وكلها من نسج الخيال والخرافات المنتشرة بين المجتمعات قليلة العلم وبعيدة عن التدين والتمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، عالم الجن حقيقي ومن خلق الله تعالى، ومسألة تعليق ونسب كل ما يضر بالإنسان بهم خطأ فادح والمشكلة انتشار هذه الأمور بين المجتمع المسلم دون التثبت من الحقائق أو العودة إلى الله ثم العلماء والشيوخ والفقهاء لمثل هذه الامور لِإِرَاحَة اَلنُّفُوسِ من اوهام وخزعبلات قد يأثم من يعتقد بحقيقتها ويسلم بذات الامر
نعود الى قصة (الطير الأخضر) وَقِصَصُهُ من الطف القصص التى كانت والدتى -اطال الله- فى عمرها تبلغنى وتحذرنى منه لانه الصادق الأمين لابلاغها بكل ما يصدر منى من(شقاوة) وخروج عن السلوك القويم وكل ذلك من عمرال 4-13 تقريبا قد تزيد او تنقص المهم اصبح (الطير الاخضر)شغلي الشاغل اترصده لعلى اكتشف موقع تمركزه لرصد (شقاوتى)وابلاغ والدتى لتعاقبنى فى بعض الاحيان ويعتمد ذلك على مستوى ودرجة الخطاء او الجريمه ان صح التعبير ،افعال كثيره ومنها (شقاوة الاطفال ) اصل مباشرةً الى والدتى !!!
وكنت مذهولا ومستغربا لدقة نقل الخبر بتفاصيله إلى والدتي، وشككت في إحدى النوافذ المطلة على حي خلف منزلنا في (حوش المرزوقي) وشاهدت عدة عصافير متعلقة في أطراف الشباك (الطاقة) ولم الحظ لون مختلف عن المجموعة التي تتميز بلونها المائل إلى البنى الفاتح المشوب بالأبيض والأسود لبعض طبقات أجنحتها،،
وبعد عدة أيام وأسابيع من المراقبة المتقطعة شاهدت إحداها وحيدا يتردد على الشباك المراقب من طرفي!!؟
فحدثت نفسي قد يكون هذا الجاسوس السري الذي يبلغ والدتي عن (شقاوتي) ولكن مهلا لونه ليس بالأخضر،
وهل يمكن يغير لونه متى رغب في ذلك خاصة وأنه في مهمة سرية مؤتمن عليها، من قبل والدتي- حفظها الله-
المهم كنت في حَيْرَة مِنْ أَمْرِي كيف أتخلص منه ومن مراقبته لي، خرجت في يوم من الأيام في ورسول لوالدتي متجها إلى حي (حوش الجمال) مرور بحي (الساحة) وصولا إلى محل ( أبو عصيدة) لصناعة وبيع مخلل الطبشي المشهور في تلك الحقبة الزمنية الجميلة من حياتنا
وللقصة بقية انتظرونا في الجزء الثاني ......