فِي هَذِهِ اَلْحَلْقَةِ أَكْتُبُ عَنْ بَعْضِ اَلْأَحْدَاثِ التى اصبحت فيها المتهم بدل المنقذ، ومنذ اكثر من خمسين عاما مضت كنت الهو مع بعض اصدقائى فى الجهة الشمالية من المسجد النبوي الشريف وفى الساحات الخارجيه المحيطة به نجد بعض الباعه المتجولين يعرضون بضاعتهم المتكونه غالبا من الاطعمه والمخبوزات التى تم صنعها فى منازلهم، ومنها مَا كُنَّا نُسَمِّيهَا (زلابية ولقيمات) مع بعض مرفقاتها من السلطات المكونة من (الكراث والخل الاسود) وبعضها تأكل (بالسكر المطحون الناعم)، فتحلقنا حول البائع لشراء ما نرغبه من اللقيمات والزلابية، وَبَدَأْنَا فِي اِلْتِهَامِهَا وبينما نحن بتلك الحاله نشب خلاف بين اثنين من الشباب وتحولت الى معركه قوية ببنهما مما تسبب فى اسالة الدماء من انف احدهم ومن فم الآخر بفعل الضرب المتبادل، فَتَدَخَّلَتْ كَفَاعِلِ خَيْرٍ وانهيت الأشتباك القوي الى درجة الخطوره، وبعد ذلك انفض الجمع الذي شاهد المعركة ولم يتبق الا القليل وصاحب بسطة الزلابيه واللقيمات وَعِنْدَمَا شَعَرَ أَحَدُ اَلْمُتَنَازِعَيْنِ خُرُوجَ اَلدَّمِ مِنْ أَنْفِهِ اراد الانتقام من خصمه، وقام يبحث عنه ولم يجده، فتوجه الي ممسكا بي قائلا (انت تعرفه لازم تجيبه) ويعلم الله انى لا أعرفه ولأول مره اشاهده، فذكرت له ذلك ولم يقتنع وصر على تلبية طلبه وامسك بيدي بكل قوته قائلا (نروح مركز باب المجيدي) طبعا يقصد مركز للشرطه الامنيه، وكنا نموت رعبا وخوفا من كلمة (عسكري او شرطه) من قصص نسمعها بعقاب من يصلون الى مراكزهم فى حال حدوث مشكلة او مضاربات وغيرها من القضايا الامنيه، يعاقب بالجلد والتعنيف والسجن حتى تنتهى قضيته وبحضور ولي امره، المهم الشاب اخذ بيدي ومتجها الى مركز الشرطه كما رغب حتى يمكنه من الحصول على منزل خصمه وبذلك تحال القضيه الى قصاص الدم ليقدر ثمن الاعتداء شرعا، هذا ما كان يهدف اليه، وخلال اتجاهنا الى مركز الشرطه وانا مرتبك ومرعوب وخائف من عقاب مسؤول الشرطه لانى لا أعرف الطرف الثانى من القضيه فقط تدخلت لفض الاشتباك بعمل خيري وانقلب ضدي الى شر وتهام مما زاد غضبي ونحن فى الطريق يقول لي انت معاه وتعرفه ولازم تجيبه،
فى الحقيقه تورطت ورطه صعب الخروج منها الا بعون الله وتدبيره،، وفعلا ونحن فى طريقنا الى المركز وبمحاذات فندق قصر المدينة يمينا ومبنى دار الايتام شمالا ربى ارسل لى من ينقذنى من هذا الانسان الغريب والصعب بالاقناع تدخل وسيط بينى وبينه وكان من جيراننا فى (حوش المرزوقي) يوسف الانصاري- رحمه الله- واسكنه فسيح جناته، المهم تحدث مع الشاب وقال له (فَكُّ يَدِهِ أَنَا أُمْسِكُهُ لَا تَخَاف) واتجه نحوي مائلا عند اذنى وقال لي بصوت منخفض (يَا مُحَمَّدْ اَشْرَدْ ) وفعلا انطلقت مثل الصاروخ وبكل قوة وسرعه اجيدها مابين فندق قصر المدينة باتجاه التواتيه ثم البريد ومنهامتجاوزا فندق التيسير على يمينى باتجاه شارع ابى ذر شمالا ولم اقف الا على بوابة منزلى والحمد لله وبقية مختبئ فى المنزل لعدة ساعات، وكنت حريصا على أن الا اصل الى منطقة المعركه جوار المسجد النبوى حتى لا اصادف الشاب وتعاد المشكله من جديد ومن بعد تلك المشكله اصبحت لا اتدخل فى فك اشتباك بين متخاصمين وقد استوعبت الدرس وطبقت المثل الشعبي فى مثل هذه الوقائع والحالات (لاتسوى خير شر ما يجيك)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للقصة بقية في الجزء الثاني تابعونا .......