وسط حضور نخبة من الباحثين والأدباء والوجهاء والإعلاميين، دشن الباحث الأحسائي أحمد علي الأمير كتابه الذي حمل عنوان ” جواد الرمضان حارس الذاكرة الهجرية”، في حفل بهيج نظمة نادي النورس الثقافي ، على مسرح جمعية الثقافة والفنون بمحافظة الأحساء
وقد وثق الكتاب سيرة العالم الهجري والمؤرخ الأحسائي المشهور الذي يعتبر ذاكرة أحسائية ومصدر من المصادر التاريخية الموثوقة يقصده طلبة الجامعات والباحثين من داخل وخارج الأحساء لاستقاء المعلومة وتثبيتها.
وابتدأ حفل التدشين الذي أداره وقدمه الباحث علي عساكر بآيات من الذكر الحكيم تلاها القارئ محمد الأمير
ثم كلمة بعنوان ” في رحاب مدرسة شيخ المؤرخين ” قدمها عالم التاريخ الدكتور محمد القريني ، صديق الراحل ورفيقه في أسفاره للتنقيب عن تاريخ الخليج العربي ولملمة شتات تراث الأحساء في المتاحف والمكتبات حول العالم ، وقد أشاد في كلمته بالكتاب المليء بالمحطات العلمية لشيخ المؤرخين معتبراً إياه أحد عمالقة المملكة في التاريخ والتراث ، وأن مايميز هذا الإصدار تنوع محطات سيرة المرحوم العلمية والعملية رصداً وتوثيقا والتي كانت ركيزة أساسية في إبراز والحفاظ على الكثير من تاريخ الأحساء ، ويأتي الكتاب بعد سلسلة من المؤلفات والمقالات العلمية التي تناولت منهج الشيخ جواد الرمضان البحثي والتاريخي واللقاءات التي أجريت مع الراحل في حياته من قبل الكثير من الباحثين والكتاب ، وما انقدحت به قريحة الشعراء الكبار في حق الراحل الكبير الذي أفنى عمره باحثا ومحققا ومؤرخا للأحساء ولوطنه. ، لقد كان شيخاً للمؤرخين وأباً وصديقاً لكل أطياف مجتمعه ، حتى شهد له الكثير من رموز الفكر والثقافة محلياً وإقليمياً ودولياً بأنه جاحظ العصر.
واستغرق العالم “القريني” في الحديث عن ميزات ومناقب صديقه الراحل وتأثره به ، معدداً بعض مؤلفاته ومنها الكتاب المشهور “مطلع البدرين في تراجم علماء وأدباء الأحساء والقطيف والبحرين” المكون من 12 جزءا وطبع منه جزأين فقط والذي أصبح مصدرا أولياً يستقي منه الباحثون والمهتمون بالمنطقة ،
وختم كلمته بالتوصية بطباعة تراث الراحل لأنه سيكشف الكثير عن الملابسات في تاريخ الأحساء وتراثها.
بعد ذلك قدم الشاعر محمد الجلواح قصيدة بعنوان (شيخ المؤرخين) ومنها :
رمضان وأنت من رمضان جدول بالعطاء والفضل سال
هرع الصحب نحو سفر جليل لتكون المخلد المفضال
أما المؤرخ الشيخ محمد الحرز فقد استهلّ كلمته بوصف المؤرخ الرمضان بأيقونة التراث الأحسائي وشيخ المؤرخين والباحث الموسوعي وبدر الأحساء وبشت الأحساء ،
ثم استعرض محاور الكتاب المحتفى به “جواد الرمضان حارس الذاكرة الهجرية”
فقال : لقد امتاز الكتاب الكتاب الذي يقع في 304 صفحة طباعة دار تأثير للنشر ، بأنه ممنهج وسلس وشيق ، واستفاد مما صدر من كتب ودراسات سبقته ، لذا هو جهد قيم جدير بالقراءة والاستفادة وقد قسم الباحث كتابه إلى خمسة فصول ، الفصل الأول ترجمته وقد ترجم فيه المؤلف للمؤرخ “الرمضان” من نسبه إلى مولده ونشأته وأبرز سماته الشخصية ومعالم من تراثه وسكنه ،
الفصل الثاني رحلاته العملية والعلمية وتنقل المؤرخ “الرمضان” بين العديد من الدول منها للعمل ومنها بحثا وتنقيبا عن كل ما يمت بتاريخ الأحساء كالبحرين والكويت والإمارات وسوريا والعراق وتركيا وغيرها من الدول ،
الفصل الثالث مدرسته التراثية وتعرض فيه لنهجه في البحث ومؤلفاته وشاعريته ومكتبته العلمية وكذلك حراكه الأدبي والثقافي إلى العديد من أبعاد حياته العلمية والتاريخة مما يكشف إسهامه ودوره الكبير.
الفصل الرابع التكريم تناول فيه صور التكريم والحفاوة به في محافل عديدة تدل على مكانته ومنزلته العلمية والأدبية ،
والفصل الخامس والأخير إلى الرفيق الأعلى وفي هذا الفصل استعرض الكاتب أثر الفقيد وما تركه في نفوس محبيه ومريديه ، فكتبت فيه القصائد و انبرت الأقلام في تأبينه وتخليده ، وملحق للكتاب يحوي صوراً فوتوغرافية من حياة المؤرخ ، وقد بذل الباحث أحمد الأمير جهدا كبيرا في تقصي المعلومات عن المؤرخ “الرمضان”.
وقال “الحرز: ” تبقى كلمة مؤلمة لا زالت عالقة في قلبي جاثمة على صدري لا أستطيع حبسها وكتمانها وهي أين نحن من تراث شيخ المؤرخين نفسه ، فقد مضت أكثر من خمس سنوات على رحيله والكثير من مؤلفاته لم تطبع حتى الآن.
ثم قدم الشاعر الأحسائي الكبير جاسم الصحيح كلمة ألهبت مشاعر الحاضرين بعنوان “جواد الرمضان.. الوصي على عرش التاريخ الهجري” ، ومما جاء فيها قوله : “شهادة لا بد منها فالمؤرخ جواد الرمضان هو أطلس الأحساء وحارس ذاكرتها الأمين .. وقد كان في سفر دائم عبر العصور باحثا في أرض التراث يفتتح قلاعها قلعة قلعة ويوقظ أجدادنا النائمين في المخطوطات وهو ينبش الأوراق وينفض عنها غبار الزمن ،
إن العلامة الفارقة في شخصية أبي الحسن تتجلي في الذات الإيجابية التي يتمتع بها فهو مولد لطاقة الحب والأمل والتفاؤل الأمر الذي أحاله إلى قوة جاذبة يستشعرها كل من عاشره ولامس فيه حسن المعاشرة ولين الجانب ونقاء السريرة ،
يا أطلس الأحساء أطلسها الذي حمل الوثائق والحقائق أجمع
رجل كخارطة البلاد مجسم في كل جارحة يجسد موضعاً
ما لملمتك يد الزمان فلم تزل في كل ذاكرة المكان موزعا
قد أودع التاريخ فيك كنوزه حتى انتهيت إليه كنزاً مودعاً
لو شاءت الأحساء رسم كيانها رسمتك أنت ونخلتين ومنبعاً
بعده جاءت كلمة الشكر والعرفان للمؤرخ حسين بن جواد الرمضان مقدماً جزيل امتنانه بهذه الحظوة بإحياء ذكر والده وعظمته ، مقدما شكره للحضور من المشايخ والوجهاء والأعيان والأدباء والشعراء والكتاب
مشيراً إلى صلة القرابة التي تجمعه مع مؤلف الكتاب الباحث أحمد الأمير والمجورة سابقاً في محلة الصاغة في حي الرفعة في الجهة الغربية لمجمع الفوارس التجاري حالياً ، وابن العم الباحث “الأمير” هو خير من يستطيع الكتابة عن الوالد ويؤرخ له فهو من جلسائه اللصيقين به والمقربين لديه.
وقبل الختام وتوقيع الكتاب تقدم المؤلف الباحث أحمد بن علي الأمير بتقديم شكره لكل من دعمه خلال فترة تأليف الكتاب.
ثم جاءت اللحظة المرتقبة وهي اقتناء الكتاب النفيس بتوقيع المؤلف والتقاط الصور التذكارية معه.
جدير ذكره أن الباحث “الأمير” خريج جامعة الملك فيصل بالأحساء كاتب وباحث في تراث الأحساء من مؤلفاته كتاب “الذكرى الثمانون لرحيل الوجيه الحاج عبدالله بن حسن الأمير” وهو كتاب مخطوط ، إضافة لكتابه الجديد “جواد الرمضان حارس الذاكرة الهجرية”.