طالعتنا الزميلة “صحيفة عدن الغد” بمقال لأحد الكتاب تناول في نهايته أن سمك (الكمل)من أخطر أنواع الأسماك وأنه يرمى للكلاب لأنه مريض ويحتوي على كميات كبيرة من السموم… أثار استغرابي هذا الطرح ولا أدري على ماذا استند في إيراد ذلك…
أسماك (الكمل) أسماك عادية كانت ولا زالت مصدر غذاء للكثير من المحافظات الشمالية حيث يعرف هناك ب( الديرك البلدي)ولم يتسمم المواطنين منه… وحاليا يتم تصديره وبيعه بالعملة الصعبة لاستخدامه أيضا كغذاء للعديد من دول العالم… ويأكله سكان الشريط الساحلي في عدن وغيرها دون تردد أو خوف…
صحيح أنه في فترة زمنية قديمة كان هناك عزوف من تناوله لكن ذلك لم يكن بسبب أنه سام أو أنه سمك مريض… إنما كانت هناك وفرة سمكية لأنواع مرغوبة مثل(السخلة.. الديرك.. الشروا.. الزينوب.. الجحش.. الحربت.. البياض بأنواعه…. الخ) قابل ذلك قلة في عدد السكان مما خلق نوع من الاكتفاء الذاتي لدا سكان السواحل وعزوف من تناول سمك (الكمل) المعروف بنسبة دسومته الزائدة وبالتالي حاجته لطريقة معينة للطبخ ربما لا تنطبق عما سواه من باقي الأنواع التي ذكرتها سلفا..
*إذا أين تكمن مشكلة هذا النوع من السمك؟
توجد في الكمل ثلاث أشواك مسننة تشبه المنشار(الاسهم الثلاثة الحمراء في الصور تحدد مواقعها).. تكون تلك الأشواك في الزعانف الثلاث فبمجرد انغماس إحداها في جسم الصياد أثناء الأصطياد تعمل نوع من الألم والحرقة الشديدة يصاحبها (خدر) في الموضع الذي تدخل فيه ويمنع سحبها على الفور كونها منشارية وتحدث ألما أشد عند الخروج… لذا يفضل أخذ المصاب للمستشفى وإجراء اللازم هناك…
تلك الأشواك أصيب بها الكثير من الصيادين لكن لم يصل بهم الحال لدرجة التسمم أو الموت.. ولا دخل لهذه الأشواك الثلاث بلحم السمكة أو سميتها من عدمها…
كما توجد في رأس السمكة أربع حبيبات لا ندري سبب تواجدها هناك أو الفائدة منها بالنسبة للسمكة نفسها.. لكن هنا وبحسب خبرات الصيادين قيل لنا أن استخراج تلك الحبيبات الأربع وطحنها (تحويلها لبودرة) وأخذ شيئ يسير منها بعد خلطة باللبن مثلا يساعد كثيرا في علاج أمراض الكلى وحصواتها.