حينما تأسست هيئة الصحفيين السعوديين عام 1425 هــ ، طالب رؤساء تحرير الصحف والمجلات ـ آنذاك ـ منسوبي المؤسسات الصحفية من الصحفيين سواء السعوديين أو غيرهم متعاونين ومتفرغين بضرورة الاشتراك بالهيئة لضمان حقوقهم الأدبية والمالية ، وتطوير مستوياتهم العملية من خلال الدورات التدريبية التي ستعقدها الهيئة ، والندوات وورش العمل ، واللقاءات ، واستبشر الصحفيون السعوديون المتفرغون أكثر من غيرهم خيرا ، معتقدين أنها ستكون عونا وسندا لهم من بطش بعض رؤساء التحرير ، الذين جاءت بهم الأقدار لمنصب رئاسة التحرير وهم لا يعرفون الفرق بين الخبر والمقال .
وعام تلو آخر اتضح أن الهيئة لم ولن تقدم لأعضائها ما يشفع لها ، فالصحفيون المتفرغون الذين تم فصلهم لم تستطع الهيئة المطالبة بحقوقهم المالية ، وليس إعادتهم لأعمالهم ، وبقيت الهيئة لا تحرك ساكنا ، لكنها تتغنى بحرصها الدائم على حقوق أعضائها والدفاع عنهم ، عبر أهدافها الاستراتيجية التي دونتها ولم تنفذها ، ومنها " السعي لتوفير العمل الصحفي الذي يتناسب مع مؤهلات الأعضاء والعاطلين عن العمل والعمل على صيانة حقوق الأعضاء في حالات الفصل التعسفي أو المرض أو العجز باللجوء إلى الجهات المختصة في تلك الأحوال " ، و" رفع مستوى مهنة الصحافة والدفاع عن مصالحها وحقوقها والعمل أيضاً على تقدمها وتطورها وترسيخ مفاهيمها واحترامها " ، و " رعاية مصالح أعضاء الهيئة والدفاع عن حقوقهم الأدبية والنظامية داخل المملكة وخارجها " .
واليوم وبعد أن وضعت الانتخابات أوزارها ، وفازت قائمة "المستقبل" التي تضم في عضويتها نخبة مميزة من الصحفيين المهنيين الذين مارسوا العمل الإعلامي بأسس ومعايير عالمية وعالية الجودة ، فإن ما يحتاجه الصحفيون السعوديون أن تعمل الهيئة على حماية مهنتهم من الدخلاء بعد أن أصبح كل من يحمل هاتفا نقلا إعلاميا ، يتصدر المشهد ويظهر عبر وسائل التواصل تارة كصحفي ، إن سالته عن أسماء الصحف السعودية ومدن صدروها فستجده جاهلا بها ، وإن سالته عن اسم جريدة الدولة الرسمية فلا يعرفها !
وأمل الصحفيون أن تكون هيئتهم قدوة للآخرين ، فلا يطالب الصحفيون بأن تكون مدة عضوية مجلس الإدارة بمؤسسات المجتمع دروتان ، ويجدوا أن عضوية مجلس الإدارة في هيئتهم ، وممثليهم في المناطق يمضون عقودا في مناصبهم !
إن آمال الصحفيين السعوديين كبيرة في هيئتهم ، ومجلس إدارتها الجديد ، فما قدمته الجمعية السعودية لكُتاب الرأي "رأي" ، والتي تأسست بعد الهيئة بنحو ثلاثة عشر عاما ، يفوق بكثير ما قدمته الهيئة منذ نشأتها .
فهل يرى الصحفيون السعوديون هيئتهم بشكل مختلف مع مجلس الإدارة الجديد ؟
أم سيستمر الحال على ما هو عليه وينتظر الجميع الانتخابات القادمة ، وما ستحمله من وعود ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com