تحت عنوان " إعلانيون لا إعلاميون " كتب الزميل الأستاذ أحمد بن محمد سالم الأحمدي ، مقالا تناول فيه معاناة الإعلام السعودي من الدخلاء الباحثين عن الشهرة والمال ، ممن يدعو انتمائهم للإعلام وهم لا يعرفون وسائل الإعلام التقليدية ، فهدفهم منصب على جني أكبر عائد مالي ، دون النظر للمادة الصحفية التي يدعون امتلاكهم لقدراتها .
وإن أوضح الزميل الأحمدي أنه ليس " كل من صور صُورا يمكن أن يسمى إعلاميا خاصة الإخوة أصحاب السنابات الإعلانية الذين من الصح أن نطلق عليهم مسمى إعلانيين وليس إعلاميين فهناك فرقا شاسعا بين الإعلام والإعلان فكل عمل له مسماه حسب تخصصه " .
وما أشار إليه الزميل الأحمدي ليس بجديد خاصة فيما يتعلق بهيئة الصحفيين السعوديين التي يفترض أن تعمل على حماية الصحافة السعودية من الدخلاء ، لكنها بكل آسف ساهمت بإفساح المجال أمام الدخلاء بطريقة تراها نظامية ، وهذا ما ترجمه الزميل الأحمدي بقوله : " فاليوم كل من حمل كاميرا وصور أطلق على نفسه مسمى إعلاميا وتوجه لفرع هيئة الصحفيين عن طريق المجاملة والصداقة وحصل على عضوية الهيئة كإعلامي وهو بعيدا كل البعد عن العمل الإعلامي ولا يفقه فيه شئيا " ،
فكيف يمكن حماية الصحافة السعودية من الدخلاء ، والهيئة تعمل على دعمهم ؟
وما أريد قوله أن هؤلاء ليسوا صحفيون حقيقيون ، فهدفهم ليس تقديم مادة صحفية ينتفع بها الفرد والمجتمع ، بل هدفهم كسب الشهرة وجمع المال ، من خلال ممارسة العمل الإعلامي ، لتعويض النقص الذي يعيشونه ، والتعالي على الآخرين واحتقارهم ، وهذا ما رأيناه متمثلا في بعض من نصبوا أنفسهم رؤساء تحرير بالصحف الإليكترونية ، فيعتقدون أنهم الأفضل ، لذلك يتحدثون عن الإعلام والصحافة ، وهم لا يعرفون نشأتها ، ويكتبون جميع أنواع المقالات ، فتارة يكتبوا ظاهرة اجتماعية ، وتارة أخرى يحللون مباريات ، وثالثة يكتبون قصصا ، ورابعة ينتقد قصيدة شعرية !
إن ما تحتاج إليه صحافتنا اليوم ، ليس الوقوف أمام الدخلاء عليها ممن ينصب هدفهم على الكسب المالي ، بل تنقية هيئتها من الدخلاء عليها ، فليس من المعقول أن نطالب بتنقية الصحافة من الشوائب وهيئة الصحفيين مليئة بها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com