يُثير تعجبي حقاً أن نتناسى أهلنا وأحبتنا في حياتهم، ومجرد أن يرحلون، ويختطفهم المنون، إلا وتعالت الأحزان، وتضاعفت الأوهان، وتفتقت الحسرات!
ألم يذهبوا إلى جوار ربٍ رحيمٍ أفضل من معاملتنا إياهم؛ أم ما زلنا نستجدي مكانتنا بقربهم وسموهم وشموخهم حتى بعد قبرهم؟!
نعم، جاء في الأثر: “فقد الأحبة غربة”؛ فأيننا نحن عنهم في مرضهم وحاجتهم؛ هل وصلناهم؛ وساعدناهم؛ واهتممنا بشؤونهم وعافيتهم وعلاجهم؟
أم لم تبرح فينا عادة توثيق الصور، وتخدير الممر!
اعلم يا صاحبي القارئ بأن الحياة رسالة؛ وكما تعطي، وتوصي، وتربي، سيكون هناك نتاج زرعك، وانحناء سنابلك إما للصالح أو الطالح كما ورد!
تحياتي لكل من أحب أهله في المقام الأول والأول والأول، لأن الدموع لا تصعد المقام ولا تسد الرهام..
اعتز دوماً بالفخر والعطر بجميع أسرتك، وإخوتك، وعيالك، وأحفادك في حياتهم، لا أن تشد أطناب الرحيل والعويل لفقدهم والبكاء عليهم!
أجل، هم جذور وجودك، ونقاء وفودك، لأن حضورهم غاية المرام، ودعاء السلام.. وبعض وجود من حولك الذين تعطيهم كل نهارك، وجل قرارك، كسراب الطريق في ردهات الختام!




