يقول الحق تبارك وتعالى في سورة لقمان الآية 33 ( فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الغَرُورُ )
ويعرف الغرور بأنه " إيهام يحمل الإنسان على فعل ما يضره ويوافق هواه ويميل إليه طبعه. وهو حب الإنسان لنفسه بزيادة، وقد ينتج عنه الكراهية والحقد ونقصان التواضع " .
ومن " الأسباب التي تؤدي إلى الغرور: الجمال - المظهر الخارجي - امتلاك أشياء نادرة - امتلاك منزل - حب الناس للشخص، وهو صفة قد تزرع الكره والحقد " .
أما اصطلاحا فيعرف بأنه " سكون النفس إلى ما يوافق الهوى ويميل إليه الطبع (التعريفات للجرجانى). وتذكر خصلة «الغرور» بصيغ مختلفة في القرآن الكريم، لتدل على معان أهمها الانخداع والتعالي المؤدي إلى البطر ونكران نعم الله على الإنسان .
والغرور يشعر الشخص بالعظمة وتوهم الكمال ، متناسيا أن هناك فروقات بين الثقة بالنفس والغرور ، فالغرور يعني التعالي والكبرياء ، فيما تعتبر الثقة بالنفس القدرة على تحدي الصعاب والوصول للهدف .
والانسان السوي هو من يرى أنه مهما ارتفعت منزلته ، فإن نجاحه مرتبط بتواضعه لأنه مفتاح نجاحه وزيادة احترام الآخرين له ، أما إن حدث العكس ، واعتقد بأنه الأفضل فسرعان ما يبتعد عنه الجميع ، لأنهم يرون فيه انسانا غير سوي ولا يستحق التواصل معه .
وإن كان الغرور داء يصيب البعض ، فإن مشكلته تزداد حينما يصاب به شخص متعلم ، ونراه يتحدث عن ذاته ، متنكرا لكل عمل قدمه الآخرون .
ويزداد ألمنا حينما نرى من يتحدث عن النظريات العلمية ، وهو لا يعرف أنها " الشكل الأكثر موثوقية، ودقة، وشمولاً للمعرفة العلمية " ، ويتحدث عن الأدب وهو لا يعرف إن كان برنارد شو، مؤلف أيرلندي ، أو قائد روسي .
وختاما أقول من يريد أن يكون الأفضل بين أقرانه فعليه أن يجعل المودة الصادقة صفة بارزة لديه ، وأن يعمل على تحسين تعامله مع الآخرين ، فالكلمة الإيجابية لها دورها المؤثر ، وهذا ما اشارت إليه دراسة لجامعة هارفارد إذ أوضحت أن "الكلمات الإيجابية التي يلقيها أحد الأشخاص يمكن أن تؤدي إلى إنتاج مادة كيميائية عصبية تسمى الأوكسيتوسين تعزز الطمأنينة النفسية وتجعل أدمغتنا تميل للاستجابة العاطفية أكثر".
فمتى يعي المغرور أن التواضع واختيار الكلمات ولفظ العبارات تترك أثرا جيدا لدى الآخرين ، وتمثل عامل جذب لهم ؟ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com