أكد مدير إدارة الرعاية الصحية بجمعية البر بجدة، الدكتور محمود محمد الصاوي، أن زراعة الكلى لمرضى الفشل الكلوي هي مبادرة نوعية بمركز هشام عطار للغسيل الكلوي التابع للجمعية، تستهدف تعزيز الصحة العامة وتحسين جودة الحياة للمستفيدين، وقد جاءت متزامنة مع إطلاق الجمعية لخطتها الاستراتيجية للأعوام (2024 – 2027)، والتي جاء ضمن أهدافها الاستراتيجية في محورها الصحي: “تعزيز الصحة العامة وتحسين جودة الحياة للمرضى والأيتام والمحتاجين”.
ملاءمة الزراعة أولاً
وقدم الدكتور الصاوي أبرز المعلومات المفيدة عن زراعة الكلى وانعكاسات هذه العملية على صحة المريض بدنياً ونفسياً، حيث أوضح أن زراعة الكلى هي عملية جراحية يتم فيها نقل كلية سليمة من جسم شخص سليم إلى جسم شخص يعاني من فشل كلوي. مبيناً أن زراعة الكلى تتم لجميع المرضى المصابين بالفشل الكلوي المزمن، سواء كان هذا المريض على غسيل الكلى أو في المرحلة الاستباقية ما قبل الغسيل (قصور شديد في وظائف الكلى ولكن لم يبدأ غسيل الكلى). بشرط أن يكون خالياً من موانع إجراء العملية.
وبيّن الدكتور الصاوي أنه لا يوجد حد أعلى لعمر المريض الذي بالإمكان إجراء عملية زراعة الكلى له، وعلى الرغم من ذلك، فمن المهم أن يؤخذ بالحسبان أن تكون الفوائد المحتملة لهذه الزراعة تفوق الأضرار. فقد تتضمن عملية الزراعة والعلاج المتبع بعض الخطورة، لذا يجب أن يكون المريض ملائمًا من الناحية الصحية بالقدر الكافي لتحمل العملية بأكملها. علماً بأنه يتم اتخاذ القرار حول مدى ملاءمة الزراعة الجراحية من جانب المريض المعني نفسه وبالتشاور مع الطبيب المعالج.
شروط اختيار الكلى
وشرح الصاوي كيف يتم تخصيص واختيار الكلى للزراعة، مبيناً بأن ذلك يعتمد على تطابق مجموعات الدم بين المتبرع والمتلقي والنوع الجيني (يطلق عليه نوع الأنسجة أو HLA)، وفيما يتعلق بالمرضى الذين لديهم أنواع نادرة من الأنسجة، فسوف يكون هناك عدد متبرعين أقل مع أنواع الأنسجة التي تطابق المريض على نحو جيد، بالمقارنة مع المرضى الآخرين ممن لديهم أنواع شائعة من الأنسجة، والأكثر من ذلك، أن لدى بعض المرضى أجساماً مضادة موجهة ضد أنواع محددة من الأنسجة، مما يعني بأن بعض أو حتى معظم، الكلى المتبرع بها لا تناسب هؤلاء المرضى. كما يمكن أن يسبب الحمل، ونقل الدم، أو فشل عملية زراعة سابقة إلى حث تكوين هذه الأجسام المضادة.
أسباب نجاح أو فشل العمليات
وحول العوامل التي تؤثر في نجاح عملية زراعة الأعضاء قال الصاوي: إن هناك عدداً من العوامل منها:
مصدر الكلية المتبرع بها: فعمليات زراعة الكلى من المتبرعين الأحياء أكثر نجاحًا من عمليات الزراعة من المتبرعين المتوفين.
علاقة الزراعة بالغسيل: حيث عمليات زراعة الكلى التي تتم بعد بدء الغسيل الكلوي بفترة قصيرة أكثر نجاحًا من عمليات زراعة الكلى التي تتم بعد بدء الغسيل الكلوي بعامين أو أكثر.
درجة التطابق بين المتبرع والمتلقي: ولهذا السبب، فإن معظم الوحدات تفضل إجراء عمليات الزراعة من المتبرعين الأحياء حتى ولو كان تطابق الأنسجة ضعيفاً مقارنةً بالمتبرعين الأموات.
عمر المتبرع: فعمليات زراعة الكلى من المتبرعين الأصغر سنًا تميل لأن تحيا وتعيش لفترة أطول من عمليات زراعة الكلى من المتبرعين الأكبر سنًا.
وعن أسباب فشل عملية زراعة الكلى في العام الأول، بيّن الدكتور الصاوي أن ذلك يرتبط بحزمة من الأسباب منها:
رفض الجسم للكلية المزروعة، العدوى الفيروسية أو البكتيرية، التدخين والسمنة، عدم امتثال المرضى للتعليمات وتناول الأدوية الموصوفة لهم، إضافة إلى وجود أي أمراض خطيرة، مثل داء السكري والضغط وأمراض القلب.
إجراءات وقائية
وتناول الدكتور الصاوي أبرز الإجراءات الوقائية للمحافظة على الكلية المزروعة بجودة وكفاءة عالية، ومنها:
الالتزام بالمواعيد المقررة للفحوص المخبرية والمتابعة مع الطبيب.
المحافظة على مستوى اللياقة البدنية العامة للمريض وممارسة التمرينات الرياضية بانتظام.
التوقف عن التدخين.
المحافظة على الوزن بشكل صحي.
تجنب الأمراض المعدية.
اتباع جدول الأدوية الخاص بالمريض، وتناول الأدوية المضادة للرفض بالجرعة المقررة من فريق زراعة الكلى.
إبلاغ الطبيب المسؤول عن أي أعراض رفض أو عدوى أو نزف أو أي تغيرات أو مضاعفات.
فحص ضغط الدم ومعدل ضربات القلب مرتين يومياً قبل أخذ أدوية ضغط الدم والقلب.
الامتناع عن أخذ مضادات الالتهاب اللاستیرویدیة (NSAID) مثل إیبوبروفین، موترین، أدفیل، نابروكسي.
الامتناع عن تناول الكحول. وعدم تناول أیة عقاقیر غير مشروعة.
مقاربات بين الزراعة والغسيل
وبيَّن د. الصاوي كيف تتميز زراعة الكلى عن الغسيل الكلوي، من أكثر من منظور، منها:
– المنظور الصحي: مريض الزراعة يتعافى بالشفاء التام ويباشر حياته بصورة طبيعية، مثل الإنسان السليم، بينما لا يتوفر ذلك لمريض الغسيل الكلوي.
– المنظور الاجتماعي: مريض الزراعة يشارك إيجابياً في المجتمع في كل مناحي الحياة بنشاط وإنجاز، بينما لا يتوفر ذلك لمريض الغسيل.
– المنظور الاقتصادي: الزراعة غير مكلفة (مائة ألف ريال مرة واحدة)، بينما الغسيل يكلف المريض ستين ألف ريال سنوياً على الأقل مدى الحياة.
ودعا الدكتور الصاوي بضرورة اتباع الطرق الوقائية للحفاظ على سلامة الكلى، مؤكداً على ضرورة التزام مرضى الكلى بإرشادات الأطباء، سواء خلال مرحلة الغسيل أو ما بعد الزراعة.