برز الاهتمام بمكة المكرمة وقدسيتها وقاصديها من حجاج ومعتمرين لدى حكام الدولة السعودية منذ تاسيسها على يد الإمام محمد بن سعود.
ومع قيام المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز، عمل ـ يرحمه الله ـ على تحسين وترميم الحرم المكي الشريف عام 1354هـ وشمل صحن الطواف والمسعى وجميع أروقة وجدران ومآذن وقبب الحرم المكي الشريف، وقام بإنشاء سبيلين لماء زمزم يضاف إلى السبيل القديم ، كما أمر - يرحمه الله - بإصلاح الحجر المفروش على مدار المطاف، وإصلاح أرض الأروقة، وكذلك ترميم وترخيم عموم المسجد وتجديد الألوان، وإزالة كل ما به تلف، كما تم إزالة الحصباء القديمة واستبدالها بأخرى جديدة ، وأضاف باباً جديداً للكعبة المشرفة، وتمت إضاءة المسجد الحرام بالكامل ووُضعت فيه المراوح الكهربائية.
وفي عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود - يرحمه الله -، تمت إزالة مجموعة من العقارات المجاورة للحرم المكي الشريف وتوسعته من خلال بناء ثلاثة طوابق للمسجد وطابقين للمسعى وتوسعة صحن الطواف وتوسعة المطاف.
وفي عهد الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود - يرحمه الله -، أُكملت مسيرة البناء للحرمين الشريفين وتواصلت قصة العناية والاهتمام بهما، وتم في عام 1387 هــ إزالة البناء القائم على مقام إبراهيم ليتّسع صحن الطواف ووضع المقام في غطاء بلوري.
وفي عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود - يرحمه الله-، تم صنع باب جديد للكعبة، وآخر لباب السلم إلى سطح الكعبة من الذهب الخالص، وأسس أول برنامج صيانة ونظافة للمسجد الحرام عام 1398هـ، واستمر العمل في إكمال التوسعات المختلفة للحرم.
فيما سخر الملك فهد بن عبد العزيز - يرحمه الله - امكانياته لخدمة الحرمين الشريفين، وكان أول عمل أطلقه هو لقب "خادم الحرمين الشريفين"، إذ اعتبر ـ يرحمه الله ـ خدمة الحرمين الشريفين وسام عز وشرف، كما أمر في عام 1409هـ بتوسعة المسجد الحرام ليستوعب ما يقارب المليون ونصف المليون مصل في مواسم الحج والعمرة ورمضان.
وشهد عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يرحمه الله- توسعة المسعى والذي ضاعف مساحته أربع مرات، وكذلك توسعة صحن الطواف، إضافةً لمشروع جسر الجمرات، وإنشاء قطار المشاعر والذي ساهم بشكل مرن وانسيابي في تنقلات الحجاج بين منى وعرفات ومزدلفة، وكذلك أمر بافتتاح قناتين فضائيتين تنقلان بشكل مباشر من الحرم المكي والحرم المدني ولمدة أربعة وعشرين ساعة حتى يرى المسلمون في جميع أقطار العالم المسجدين اللذين تشتاق أنفسهم إليهما.
وتواصل الاهتمام بالحرمين الشريفين في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله – من خلال توجيهه الكريم بإكمال جميع التوسعات في الحرم المكي، وتذليل كافة العقبات في سبيل عمارة الحرمين الشريفين وسهولة الوصول إليهما وتوسعتهما ليؤدي الحجاج والمعتمرين مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان واطمئنان.
واليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله - انطلق برنامج خدمة ضيوف الرحمن كأحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030 ويتمثل في إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين لأداء فريضتي الحج والعمرة على أكمل وجه، والعمل على إثراء وتعميق تجربتهم، من خلال تهيئة الحرمين الشريفين، وتحقيق رسالة الإسلام العالمية، وتهيئة المواقع السياحية والثقافية، وإتاحة أفضل الخدمات قبل وأثناء وبعد زيارتهم لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وعكس الصورة المشرِّفة والحضارية للمملكة في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن.
وجاء اطلاق البرنامج في عام 2019م من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله-، امتداداً لشرف خدمة الحرمين الشريفين من ملوك هذه البلاد منذ عهد المؤسس - طيب الله ثراه-..
ويستهدف البرنامج، إضافةً لتطوير المرافق، إثراء تجربة الحاج والمعتمر من خلال تيسير استضافتهم ، وإثراء تجربتهم الدينية والثقافية، من خلال إتاحة الفرصة امامهم لزيارة المواقع التاريخية والثقافية في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، بعد تأهيلها وتطويرها وتحسينها.
وقد حقق البرنامج العديد من الإنجازات الرائدة لعل من أبرزها إتاحة التأشيرات الإلكترونية للحجاج والمعتمرين من جميع الدول، وتمديد فترة موسم العمرة، إضافةً إلى العديد من الإنجازات التقنية مثل إطلاق مبادرات منها "إياب"، و"الحج الذكي"، و"حج بلا حقيبة"، إلى جانب التأمين الصحي الشامل.
والمتابع لجهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن يلحظ ان قادتها يحملون طموحا لا يتوقف لخدمة الحاج والمعتمر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*رئيس مجلس إدارة شركة مطوفي حجاج افريقيا غير العربية