" الضمير شيء نادر لا تجده في كل إنسان " تذكرت هذه العبارة للطبيب، والشاعر الأمريكي أوليفر وندل هولمز ، وأنا أسمع وأرى كلمات لا تنبع من قلب صادق ، بقدر ما تنبع من قلب حاقد ، حصر اهتمامه على مصلحته الخاصة ، وتناسى الأمانة التي حملها ، والمسؤولية التي كلف بها ، وما يؤلمني ويؤلم الكثيرين أن ترى أشخاصا تعتقد أنهم أصحاب أمانة وخلق رفيع ، يخالفون توقعاتك ، فأهدافهم منحصرة على مصالح خاصة يسعون لكسبها ، دون النظر للآخرين ومدى تضررهم منها ، وحينما تطغى المصلحة الخاصة على المصلحة العامة ، فإن النتائج تأتي سلبية ، فالفائدة ستكون منحصرة على شخص أو عدة أشخاص ، مما يؤدي لضياع حقوق الآخرين .
وفي انتخابات الشركات الكبرى ، ومؤسسات المجتمع المدني ، نسمع ونقرأ الكثيرين من العبارات الرنانة التي يطلقها المرشحون اثناء كل انتخابات تجرى ، لكننا لا نرى أي تطبيق عملي لها بعد وصول المرشح لمقعد مجلس الإدارة ، لأن هدفه انحصر في الوصول لعضوية مجلس الإدارة ، وليس في خدمة المنشأة والعاملين بها ، وهو ما يعني استهداف تحقيق مصلحته الخاصة .
والأمثلة حول المصلحة الخاصة كثيرة ومتعددة ، فكم من شخص أدى قسماً بالعمل من أجل المصلحة العامة ، وخدمة منسوبي المنشأة ، ثم اتضح بأن العمل الذي يقوم به يستهدف تحقيق مصلحته الخاصة ، وتثبيت أقوى للكرسي الذي يجلس عليه ، وضمان أكبر لمستقبله ، فيما نجد المصلحة العامة واقفة بآخر الطابور على أمل أن يأتيها الأمل ، وعبارة " المصلحة العامة " أصبحت كــ " العلك " الذي يمضغ في البداية ويرمى في النهاية ، بعد أن وجدنا من يضربون المصلحة العامة في مقتل ، ويسعون لتحقيق مكاسبهم الخاصة بطرق مرحلية .
وتحقيق المصلحة العامة يأتي عن طريق التجرد من الذات ، وتقديمها على المصلحة الخاصة ، وقبل هذا وذاك القناعة لأنها أساس كل شيء، ومن لا يعمل لأجلها لا يستحق حتى أن يوردها على لسانه .
قال الكاتب والأديب المصري توفيق الحكيم " المصلحة الشخصية هي دائماً الصخرة التي تتحطم عليها أقوى المبادئ "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com