سردت لي إحدى الأمهات الفاضلات ، والمؤمنات الصادقات ، والمعلمات المقتدرات ، ومن أحسن تربية الأبناء والبنات ؛ إذ قرأت سرديتي السابقة ، فقالت : لقد خرجنا أنا وأبنائي إلى أحد الأسواق الحديثة ، القريبة من منزلنا ، ولم أكن حقيقة أتوقع ماقام به ابني الأصغر أبدا ، ونحن في ذلك السوق الذي يحتوي على الكثير من المنتجات العالمية والمحلية ، وإذا بالابن - وقد لمح شخصا وأسرته يملؤون عربة بالأمتعة - ينطلق كالسهم إلى ذلك الرجل ويمسك بالعربة ثم ينتزع منها تلك الأمتعة ، ويقول للرجل هذه البضائع يجب مقاطعتها ، إنها منتجات لشركات تدعم الصهاينة الذين يقتلون أهلنا في غزة ، فلماذا لاتقاطعها ، وتبتعد عن ابتياعها يارجل ؟ لكن الرجل ابتسم ، ثم انتزع كيسا بلاستيكيا من العربة مملوءا بالأطعمة المطلوب من كل مسلم مقاطعتها ، وأخذ يطعم منها بشراهة ، وكأنه يقول لذلك الابن البار الصالح ، الكاره لفعل الصهاينة ، المنتصر لأهله المسلمين في غزة ، وماشأني أنا بمظلومية الغزاويين ؟؟؟ نقول لهذا الرجل وأمثاله لقد كان ردك بهذا التصرف المعيب على ذلك الطفل الموهوب المبارك تصرفا لايليق بمسلم ولا بحر ولا برجل يحمل معاني الرجولة ، بل أظن أنه من حقي أن أتساءل ، كيف يستطيع إنسان فيه شيء من معاني الإنسانية أن يكسر نفسية ذلك الطفل العظيم ، الذي أظهر - بتصرفه البديهي - من عظمة الرجال وتصرف الأخيار ما لايعرفه كثير من الكبار ؟ بل كيف يستطيع أب أن يسلك ذلك السلوك الشاذ ، ويرد ذلك الرد الهاد على ذلك الفتى الموهوب دون التفكير في الحفاظ على مشاعره أو انكسار خاطره ؟!!! لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم .
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/articles/250381/