القرآن الكريم أنزله الله -عز وجل - في هذا الشهر المبارك قال تعالى :-" شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ " فتلاوته من أفضل الأعمال في هذا الشهر الكريم ، و من صفات المؤمنين ، قال الله عز وجل في سورة فاطر: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ )
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه قال صلى الله عليه وسلم الصيامُ والقرآنُ يَشْفَعانِ للعبدِ، يقولُ الصيامُ :" أَيْ رَبِّ إني مَنَعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ، فشَفِّعْنِي فيه، ويقولُ القرآنُ : مَنَعْتُهُ النومَ بالليلِ، فشَفِّعْنِي فيه ؛ فيَشْفَعَانِ "أخرجه أحمد .
إن تلاوة القرآن الكريم من أفضل العبادات وأعظم القربات ، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) رواه البخاري.
وقد ورد في فضل تلاوة القرآن أحاديث عظيمة منها :-
عن عائشة رضي اللَّه عنها قالَتْ: قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، وَالَّذِي يقرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْران متفقٌ عَلَيْهِ.5/995-
وعن أَبي موسى الأَشْعريِّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللَّهِ ﷺ: مثَلُ المُؤمنِ الَّذِي يَقْرَأُ القرآنَ مثَلُ الأُتْرُجَّةِ: ريحُهَا طَيِّبٌ، وطَعْمُهَا طَيِّبٌ، ومثَلُ المُؤمنِ الَّذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرةِ: لا رِيح لهَا، وطَعْمُهَا حُلْوٌ، ومثَلُ المُنَافِق الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الرّيحانَةِ: رِيحها طَيِّبٌ، وطَعْمُهَا مُرٌّ، ومَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي لا يَقْرَأُ القرآنَ كَمَثلِ الحَنْظَلَةِ: لَيْسَ لَها رِيحٌ، وَطَعْمُهَا مُرٌّ متفقٌ عَلَيْهِ.
فعلى المسلم أن يحرص على تلاوة القرآن كل يوم في شهر رمضان و أن يجعل له حزب وورد يومي لا يتركه و يتذكر الأجر الذي أعده الله لقارئ القرآن فإن لكثرة القراءة فيه مزية خاصة ليست لغيره من الشهور ، وليغتنم شرف الزمان في هذا الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن ، عن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم-: «اقْرَؤوا القرآنَ فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابه»، صحيح مسلم.
عناية السلف الصالح بالقرآن الكريم في شهر رمضان:
فقد كان الزهري -رحمه الله- إذا دخل رمضان يقول: ( إنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام )>
و كان مالك بن أنس إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث ومجالس العلم وأقبل على قراءة القرآن من المصحف.
وكان قتادة -رحمه الله- يختم القرآن في كل سبع ليالٍ دائماً وفي رمضان في كل ثلاث وفي العشر الأخير منه في كل ليلة.
وكان إبراهيم النخعي -رحمه الله- يختم القرآن في رمضان في كل ثلاث ليالٍ وفي العشر الأواخر في كل ليلتين.
وكان الأسود -رحمه الله- يقرأ القرآن كله في ليلتين في جميع الشهر، لطائف المعارف (1/183).
ماهو الوقت المفضل لقراءة القرآن الكريم؟
قراءة القرآن في ليالي رمضان لها مزية، فإن الليل تنقطع فيه الشواغل وتجتمع الهمم و يتواطأ القلب واللسان على التدبر، وقد ثبت أن جبريل ﷺ كان يَلقى النبي ﷺ كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن.
كم المدة التي يقرأ فيها القرآن في رمضان ؟
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: "إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأما الأوقات المفضلة، كشهر رمضان، وخصوصاً الليالي التي تُطلب فيها ليلة القدر، أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها، فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناماً لفضيلة الزمان والمكان، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة وعليه يدل عمل غيرهم كما سبق ذكره ".
نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن العظيم.