الذكر من أزكى الأعمال وأحبَّها إلى الله تعالى ، بالذكر تحيا القلوب، وتُحَطُّ به الخطايا والذنوب، وتُرفع به الدرجات.
❉ تعريف الذكر :-
هو الثناء على الله بجميل أوصافه وآلائه وأسمائه ويكون بالقلب اواللسان اوالجوارح ، قال تعالى (ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة واصيلاً)
❉ فضل الذكر :-
ان الله مدح الذاكرين ، قال تعالى : (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)
ويقول الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾
ومن ذكر الله ذكره الله في الملأ الأعلى (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ)
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ"، قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! قَالَ: "الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ".
وروى البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت".
وروى الترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : "ما عمل آدمي عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله -تبارك وتعالى-"
وروى الترمذي وغيره عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فيضربوا أعناقكم وتضربوا أعناقهم؟!"، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "ذكر الله تعالى".
❉ مزايا الذكر فى رمضان :-
قال إبراهيم النخعي رحمه الله : " صوم يوم من رمضان أفضل من ألف يوم ، وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة ، وركعة فيه أفضل من ألف ركعة " انتهى من " لطائف المعارف " لابن رجب (ص/151) .
وقال الإمام الزهري رحمه الله : تسبيحة في رمضان أفضل من ألف في غيره .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "الذكر للقلب مثل الماء للسمك، فكيف يكون حال السمك إذا فقد الماء"(الوابل الصيب من الكلم الطيب) [ص 71] .
و قال ابن القيم رحمه الله أنَّ أفضل أهل كل عملٍ أكثرهم فيه ذكرًا لله ، فأفضل الصوّام أكثرهم ذكرًا لله في صومهم، وأفضل المُتصدقين أكثرهم ذكرًا لله .
❉ أنواع الذكر :-
ذكر الله المأمور به أنواع منها :-التسبيح والتهليل والتحميد وقراءة القرآن والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و الشكر لله رب العالمين
❉وقت الذكر :-
الذكر من أسهل العبادات يفعل في الليل والنهار، في السفر والحضر وفي جميع الأوقات والأحوال ولكن هناك أوقات لها ميزة بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخصها بالذكر منها :
أول ساعة من النهار – بعد صلاة الفجر مما كان يخصه النبي صلى الله عليه وسلم بالذكر قال الإمام النووي رحمه الله في كتاب الأذكار(اعلم أن أشرف أوقات الذكر في النهار الذكر بعد صلاة الصبح ). وأخرج الترمذي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة )رواه الترمذي وقال حديث حسن .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس.
❉ فوائد الذكر :-
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلم قال: «يقول الله عزَّ وجلَّ: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأٍ هُمْ خير منهم»
قال ابن القيم رحمه الله: "ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها لكفى بها فضلًا وشرفًا"
وللذكر أكثر من مئة فائدة ذكرها الإمام ابن القيم في كتابه الوابل الصيب
منها:-
الثالثة والخمسون: أن ذكر الله عز وجل يذهب عن القلب مخاوفه كلها ويؤمنه.
خاصة في أوقات الشدة يكون سبباً للنجاة قال تعالى (( ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون ))
قال تعالى في سورة الأنفالوَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)
ومنهمفوائد الاكثار من ذكر الله انه سبباً للسلامة من شر الاعداء والشياطين و دفعا للبلاء والوباء يقول سبحانه: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ.
❉ آداب الذكر :-
وللذكر آداب منها:-
١- أن يذكر الله بما ثبت في الكتاب والسنة، ذلك بالاقتداء والاتباع للرسول صلى الله عليه وسلم بالفعل والقول فهذا شرط في قبول العمل ، والعبادات مبناها على السنة والاتباع لا على الهوى والابتداع .
قال تعالى ( فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) والذكر من افضلها فلا بد ان يحتاط ولا يأتي بأذكار من احاديث موضوعه على النبي صلى الله عليه وسلم ،او يقوم باداء ذكر عند قبر ، او يشرع ليوم معين ذكر وهو لم يثبت في السنه
٢-يكون منفرداً وليس جماعي لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله جماعة ولا عن الصحابة رضي الله عنهم ولا عن سلف هذه الامة .
٣- عدم رفع الصوت بالذكر فيحدث تشويش على المصلين .
نسأل الله ان يحفظنا من كل بلاء وأن يعيننا على ذكره وشكره ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.