لا يكاد يمر شهر رمضان المبارك من كل عام، دون أن يحتفل فيه أبناء سكان الساحل الشرقي، ودول الخليج العربي بإقامة العادة الفلكلورية ( القرقيعان ) أو ( القرقاعون ) التي عرفوها وتوارثوها منذ عقود من الزمن، حيث يجوب الصغار بدءا من ليلة 15 الشوارع في بلداتهم ويقفون على أبواب البيوت ويرددون أهزوجة ( قرقيعان قرقيعان.. عطونا الله يعطيكم، وبيت مكة يوديكم ) حيث ظل هذا الموروث الشعبي تتناقله الأجيال على رغم التطور التقني، فيتزين لها الصغار بلباس شعبي مزركش، والبنات بلباسهن الملون المعروف.
وقد حرص مركز صقل المواهب للفنون بالمنطقة الشرقية على الاحتفاء بهذه المناسبة في مقره الرئيسي بالدمام في وقت مبكر، من خلال توجيه العديد من الدعوات وكذلك مشاركة العائلات وأبنائهم حيث تستمر الفعاليات لمدة ثلاث أيام متواصلة (الأربعاء – الخميس – الجمعة).
وقد قدمت إحدى الفرق الشعبية بالدمام مناسبة القرقيعان وسط تصفيق وحماس من الحضور، كما تخلل المناسبة إقامة العديد من الفعاليات المصاحبة مثل ( لعب الكيرم، لعب ورق أونو، الفرفيرة، الدومنة، نقش الحناء.. وغيرها) مما أضاف الكثير من البهجة ورسم الابتسامة على وجوه المواهب الصغار.
من جهتها، أبدت مديرة المركز الأستاذة لمياء المهيلب سعادتها بإقامة هذه الفعاليات داخل المركز، وقالت في تصريح خاص لصحيفة (شاهد الآن) “حرصنا على إقامة القرقيعان بالتنسيق مع عدة جهات، من أجل تعزيز دور المركز في دعم الفعاليات الفنية والتأكيد على أن الاهتمام بالموروث الشعبي من ضمن أولوياتنا”.
وأضافت بالقول ( إننا نركز على تنشيط وتطوير المواهب الفنية لدى المجتمع، ولدينا عدة برنامج منها : الطهي، الفنون التشكيلية والحرف والأزياء التمثيل والاخراج والمسرح).
وعن دور المركز.. بينت قائلة ( قام المركز كمشروع خاص من خلال ثلاثة شركاء، وقد بدأ كفكرة صغيرة وطورناه لنجعله يضم أكثر من برنامج.. في البداية ركزنا على الموسيقى والفنون لكن آثرنا تطويره بحيث نجمع كل الفنون تحت سقف واحد ).
وأوضحت، إلى أنهم يسعون لتطوير الموهبة لكي تصبح مهنة لهم. وقالت، :”هناك مواهب بالمجتمع لكنها لا تستخدم بالطريقة التي تخدمهم مستقبلا سواء تمثيل او غناء او عزف او كطهي لذلك ركزنا على مواهب الصغار بحيث يفكروا ان يستغلوها جيدا وتنمو معهم وتصبح كمهنة لهم في المستقبل، تماشياً مع رؤية المملكة ٢٠٣٠م ولا نغفل أيضاً دعم المواهب الكبيرة فلهم اهتمام كبير أيضاً”، وأضافت :”نحن مقبلون على برامج الفنون الشعبية من خلال التركيز على العرضات الشعبية سواء النجدية أو الشرقية من خلال اقامة برامج تدريببة وفنون عرضية مستمرة”.
وقدمت شكرها للمسؤولين والقائمين على التلفزيون السعودي وقناة الاخبارية الذين يحرصون على دعم وتنفيذ توجهاتهم في صقل المواهب من خلال حضور فعالياتهم وتغطيتها بشكل أمثل. واعدة بأن يرى الجميع مفاجآت أكبر في المستقبل القريب.