بالامس وصلتنا اخبار قرب خروجه من المستشفى وكان مصراً على ذلك ، وراغباُ للذهاب الى المسجد النبوي الشريف والصلاة فيه ، ومشاركة الجموع صلاة التروايح والقيام ، وكذا التدريس فيه بعد صلاة العصر كعادته في كل رمضان . وكان -رحمه الله- يؤدي صلاة التراويح فى المستشفى ما استطاع ، ويأمه صهره الاستاذ بكري السنوسي ،
لقد كان لخبر وفاة شيخنا وقع شديد على نفوس أهله وطلابه ومحبيه في داخل المملكة وخارجها، وهو أمر الله جل وعلا الذي نرتضيه ونسلم به ، وليس لنا الا الدعاء والصبر لفقدان هذا العالم الجليل والمربي القدوة ، فقد بذل شيخنا الفاضل جهده فى طلب العلم وتحصيله ، وجأهد في تعليم الناس ونفعهم بكل حرص وإخلاص .
وكان - أجزل الله مثوبته-الرجل المحبوب من الجميع لدماثة خلقه ، وطيب معشره ، وتواضعه مع الجميع وسعة صدره ، وعطفه على المحتاجين والفقراء والمرضى والارامل والايتام . وقد كان أحد الرواد المؤسسين للوقف الخيري للمواطنين المدنيين التكارنة الذي تأسس في عام 1411 هجرية ، وبذل - رحمه الله - الجهد في تطوير الوقف وتنظيمه، وتصدى بكل كفاءة واقتدار للصعوبات والعراقيل التي واجهت الوقف منذ بداية تأسيسه ، كما اسهم خلال توليه عمادة كلية التربية بالمدينة المنورة التابعة لجامعة الملك عبدالعزير بجدة في تطويرها إلى أن أصبحت الآن جامعة مستقلة بإسم ( جامعة طيبة ) .
وكان شيخنا عضواً في عدة لجان اجتماعية ورسمية وإنسانية داخل المدينة المنورة وخارجها . وأسهم - رحمه الله- في خدمة المجتمع في المدينة من خلال إجراء عقود الأنكحة للراغبين بصفة مجانية . وله مؤلفات عدة فى الحديث النبوي الشريف وعلومه . كما نال بفضل الله تعالى شرف التدريس فى الحرمين الشريفين .
والتحدث عن اعمال ومزايا شيخنا الفاضل تطول ، لأنه يستحق اكثر مما ذكرته فى هذه العجالة من سيرته .
ونسأل الله تعالى ان يجزيه خير الجزاء ، ويسكنه فسيح جناته ، لما بذل وقدم فى سبيل العلم وطلابه ،
ويجمعنا به فى الفردوس الأعلى من الجنة .
وآخر دعوانا إن الحمدالله رب العالمين ،،
كتبه - محمد جبريل أبو القاسم فلاته
وداعا شيخنا ومعلمنا ووالدنا الحنون(عمر بن حسن عثمان فلاته)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/articles/252304/