قال تعالى : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [سورة البقرة:186]ووقوع آية الدعاء في وسط آيات الصيام، يدل على ان الدعاء في رمضان له مزية و حرى بالإجابة .
جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ( ثلاث مستجابات :دعوة الصائم ،ودعوة المظلوم ، دعوة المسافر ) رواه الترمذي،
فينبغي للصائم اغتنامها في الطاعة وعدم إضاعتها ، ولم يثبت دعاء معين عن النبي صلى الله عليه وسلم عند الإفطار ، بل يدعو بما تيسر و يختار من جوامع الدعاء.
آداب الدعاء :-
- استقبال القبلة .
- الحمد والثناء على الله بما هو أهله.
- الصلاة على النبي الصلاة على النبي ﷺ قبل الدعاء وفي وسطه وفي آخره من أقوى الأسباب التي يرجى بها إجابة سائر الدعاء ، قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه ﷲ.
- الدعاء بقلب حاضر لقوله صلى الله عليه وسلم فيما تقدم: ((واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه))
- الدعاء بجوامع الدعاء عن عائشة رضى الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك ) رواه أبو داود .
- العزم في المسألة.
- الالحاح الدعاء ثلاثاً.
- والإيقان بالإجابة.
- رفع الأيدي في الأماكن الوارد فيها مع عدم المبالغة في الرفع.
- - البعد عن السجع.
- البعد عن التلحين والتطريب .
- خفض الصوت بالدعاء.
قال ابن القيم رحمه الله: في إخفاءِ الدعاءِ فوائدُ عديدةٌ:
أحدُها: أنّه أعظمُ إيمانًا، لأنّ صاحبَه يعلمُ أنّ اللهَ تعالى يسمعُ دعاءَه الخفي.
ثانيها: أنّه أعظمُ في الأدبِ والتعظيمِ، فإذا كان اللهُ يسمع الدعاء الخفي، فلا يليقُ بالأدب بين يديّه إلا خفضَ الصوت به.
ثالثُها: أنّه أبلغُ في التضرع، والخشوع الذي هو روحُ الدعاء، ولبُه، ومقصودُه.
رابعُها: أنّه أبلغُ في الإخلاص.
خامسُها: يدل على قربِ صاحبِه من الله، وأنه لاقترابه منه، وشدةِ حضوره يسألُه مسألةَ أقربَ شيءٍ إليه، فيسأله مسألةَ مناجاةٍ للقريب، لا مسألةَ نداءِ البعيد للبعيد.
سادسها: إنّ أعظمَ النعم الإقبالُ على الله، والتعبدُ له، والانقطاعُ إليه، ولكل نعمةٍ حاسدٌ على قدرها، ولا نعمةَ أعظمَ من هذه النعمة، فأنفسُ الحاسدين متعلقةٌ بها، وليس للمحسودِ أسلمَ من إخفاءِ نعمته عن الحاسد.
سابعها: أنّ الدعاءَ هو ذكرٌ للمدعو سبحانه، متضمنٌ للطلبِ منه، والثناءِ عليه بأسمائه، وأوصافه، فهو ذكرٌ وزيادةٌ، كما أنّ الذكرَ سُمي دعاءً لتضمنه الطلبَ، كما قال صلى الله عليه وسلم: "أفضلُ الدعاءِ: الحمدُ لله". [بدائع الفوائد (3 /6)
أوقات استجابة الدعاء :-
ينبغي الإكثار من الدعاء في شهر رمضان رجاء أن يصادف ، وقت استجابة ولكن ينبغي أن تحظى الأوقات المذكورة آنفا بمزيد من العناية :
١-يوم الجمعة فيه ساعة استجابة أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الجمعة فقال: (فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه وأشار بيده يقللها).
جاء في بعض الروايات عند مسلم أنها حين يجلس الإمام على المنبر يوم الجمعة إلى أن تقضى الصلاة.
وجاء أيضًا من حديث جابر بن عبدالله وعبدالله بن سلام أنها ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، وجاء أنها آخر ساعة من يوم الجمعة
٢-ادبار الصلوات المكتوبة ، عن أبي امامة قال قيل يا رسول الله (أي الدعاء أسمع قال جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبات ) رواه الترمذي.
٣-في السجود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اقرب مايكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء) رواه مسلم
٤-بين الأذان والإقامة.
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة فادعوا) رواه الترمذي (212)، وأبو داود (437)
٥-دعوة الصائم حتى يفطر عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد ) رواه ابن ماجد
فلا تحد بوقت معين، فطالما أنه صائم فمنذ أن يُمسك إلى أن يُفطر له دعوة مستجابة.
وقد كان السلف الصالح لأخر النهار في شهر رمضان وقت الغروب ، أشد تعظيماً من أوله ، لأنه خاتمة اليوم ، والموفق من وفقه الله لاستغلال هذه الساعة في الدعاء والاستغفار والتسبيح .
٦- ليلة القدر خير من ألف شهر، وأنها مباركة، وأنه يفرق فيها كل أمر حكيم، كما قال سبحانه في أول سورة الدخان: حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ .
٧- المسافر مدة سفره من أسباب إجابة الدعاء.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده ). رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن.
٨- الثلث الأخير من الليل من أوقات إجابة الدعاء.
عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ينزلُ ربُّنا تبارك وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثُلُثُ الليل الآخرُ يقول: «مَن يَدْعُوني، فأستجيبَ له؟ مَن يسألني فأعطيَه؟ مَن يستغفرني فأغفرَ له؟». ينبغي للمسلم عند سماع هذا الحديث أن يكون شديد الحرص على اغتنام أوقات الإجابة .