خلال عملي الطويل في المجال التطوعي والتي امتدت لنحو 40 سنة، يؤرقني وجود داء "التقاعس" وعدم العمل بالشكل المطلوب في الأعمال التطوعية وبإخلاص ، رغم أن الإخلاص في العمل التطوعي يعني العمل بلا مقابل مادي بنية صافية لخدمة الآخرين أو دعم قضية معينة، وَيَتَطَلَّبُ الالتزام والتفاني والإيمان بالغرض الذي يعمل من أجله الشخص دون توقع المكافآت المادية، أو حتى المعنوية في بعض الحالات.
والالتزام بِقِيَمٍ التطوع في العمل مع المنظمات غير الربحية أمر ضروري لضمان تحقيق الأهداف الإنسانية والاجتماعية بشكل فعال ، يساعد الالتزام بالقيم مثل الصدق، والمساواة، والعدالة، والتعاون في بناء بيئة عمل إيجابية وتعزيز الثقة بين أعضاء الفريق والمستفيدين، ويعزز الالتزام بالقيم الأخلاقية والمهنية سمعة المنظمة ويجذب المزيد من المتطوعين والداعمين.
وهذه بصراحة نَفْتَقِدُهَا في العديد من منظماتنا المحلية والإقليمية التي تعتمد على عمل "المتطوعين"، وفي لجان الاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات ما يؤرق النفس، ويحز في الخاطر، الأعداد بالعشرات ومن يعملون عددا محدودا جدا، لماذا إذا رشح العضو!!؟، إذا لم يكن بمقدوره العمل والالتزام بقيم العمل .
وفي اعتقادي أن هناك مُسَبِّبَات لوجود الأعداد (اَلْمِلْيُونِيَّة) في لجان اتحادنا العتيد هذه "الدورة" تأتي في مقدمتها أن الاتحاد عاش ظروفا عصيبة جعلت رابطات الرواد في الوطن العربي الأعضاء في الاتحاد ينقسمون، ولكن - بفضل الله- ثم بجهود المخلصين من رواد الوطن العربي عاد الاتحاد مرة أخرى بعد لم الشمل، لكن دفعنا الثمن غاليا وعلى حساب احترافية اللجان الفنية، حيث فُتح الباب على مصراعيه لضم كل من " هَبَّ وَدَبَّ " مع احترامي الشديد للاختيارات ولمن تم اختيارهم فكلهم يَتَمَيَّزُونَ بمشوار كشفي طويل، وربما يؤدي مهام نفس اللجنة على مستوى وطنه بكفاءة واقتدار، لكن في لجان الاتحاد الوضع مختلفا جدا، لأن لجان الاتحاد الفنية تعد شريان الاتحاد، وأن من تم اختيارهم لإرضاء ذائقة الكثير من القائمين على سدة الرابطات العربية الأعضاء، ومجاملة العديد من أصحاب الشأن في تلك الروابط، ربما لا يَفُونَ بالمطلوب بعض الأحيان فيصبح العضو عالة على اللجنة، واللجان عالة على الاتحاد
لكن بمقدور القائمين على اتحادنا العزيز التوقف قليلا وتقييم أعمال اللجان التسع إضافات إلى فريق التصاميم، وغربلتها، وإبعاد من لا يستحق البقاء "كَائِنُ مَنْ كَانَ"، ويكون هذا بالية معينة تضمن لهم عدم استبعاد إلا من يستحق، حتى لو لم يبق إلا عدد يسير، وهذا بتقييم رئيس اللجنة ، ورؤساء اللجان مرجعهم في اَلتَّقْيِيمُ الأمانة العامة واللجنة التنفيذية، بشرط التخلي عن داء "المجاملة" وجعل مصلحة العمل فوق كل اعتبار
غير أننا يجب أن نلتمس العذر لبعض التقصير فبرامجنا في بعض الأحيان تأخذ منحى برامج القادة والكشافة، وقد لا تناسب الرواد والرائدات وهذا يلقى بظلاله على وضع اللجان ويحدث " اَلتَّسَرُّب" المقنع، الذي يعتمد على (نوم) العضو داخل اللجنة دون أداء أي مهمة ويعتذر كثيرا عن الاجتماعات ولا يتولى أي مهمة، وهذا أمر محير ومقلق
فلاش:
يا ساده يا كرام في لجنة الإعلام والتوثيق في الاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات هناك ستة عشر عضوا، ومنهم من يَعْتَذِرُونَ عن تحرير خبر، يَعْتَذِرُونَ عن التصوير، يعتذرون عن المونتاج، يَعْتَذِرُونَ عن إعداد التقارير الإعلامية، يَعْتَذِرُونَ عن إدارة صفحات التواصل بمختلف أنواعها، بل حتى يَعْتَذِرُونَ على الحديث الشفهي عن عادات بلادهم، هل تتخيلون أن عملا إعلاميا مشتركا من صميم مهام اللجنة وبرامجها مطلوبا فيه جهد الجميع (ثلث) العدد فقط من تفاعل وعمل، وفي الختام يسند العمل إلى اللجنة والنجاح يعود على الجميع اليس هذا "ظلم"، وفي رأي هناك خياران وكلاهما مر، أما أن يستمر المتفاعلون والنشطون ويتولون العمل، والنائمين ينعمون بالنجاحات وعضويتهم في اللجنة مستمرة بالطول والعرض، أو يتوقف اَلنَّشِطُونَ ما لم يتفاعل الجميع حتى نعطى كل ذا حق حقه، مع العلم أن حديثي معنى به العمل والمهام وليس اشخاص بعينهم ، هذا عِلْمِي وَسَلَامَتِكُمْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*رئيس التحرير
للتواصل : m_abulouy@yahoo.com