المساجد هي بيوت الله ، وهي أحب البقاع إليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال - صلى الله عليه وسلم - : ( أحب البلاد إلى الله مساجدها ) رواه مسلم.
وكان أول عمل قام به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد أن وطئت قدماه الشريفتان دار هجرته المدينة هو بناء مسجده ، فمن عمارة المسجد ذكر الله فيه ، وإقامة الصلاة وتعليم الناس الكتاب والسنة .
ماورد في فضل المكوث في المسجد : -
1- أن الملائكة تدعو له:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «المَلاَئِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ، مَا لَمْ يُحْدِثْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، لاَ يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَةٍ مَا دَامَتِ الصَّلاَةُ تَحْبِسُهُ، لاَ يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا الصَّلاَةُ»
"متفق عليه".
2- من أسباب تكفير السيئات:
عن إبن عباس رضي الله عنهما في الحديث القدسي في اختصام الملأ، وفيه: فَقَالَ الله تعالى: «يَا مُحَمَّدُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّ، قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلَأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: فِي الكَفَّارَاتِ، قَالَ: مَا هُنَّ؟ قُلْتُ: مَشْيُ الأَقْدَامِ إِلَى الجَمَاعَاتِ، وَالجُلُوسُ فِي المَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ» رواه احمد رواه الترمذي عن معاذ بن جبل وقال: حديث حسن صحيح.
3- سبب لرفع الدرجات :
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ»
"رواه مسلم".
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى: «وهذا أفضل من الجلوس قبل الصلاة لانتظارها، فإن الجالس لانتظار الصلاة ليؤديها ثم يذهب تقصر مدة انتظاره، بخلاف من صلى صلاة ثم جلس ينتظر أخرى فإن مدته تطول، فإن كان كلَّما صلى صلاة جلس ينتظر ما بعدها استغرق عمره بالطاعة، وكان ذلك بمنزلة الرباط في سبيل الله عز وجل».
4- يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله :
وَرَجُلٌ تعَلَّقٌ قلبه بِالْمَسْجِدِ، إِذَا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّى يَعُودَ اليه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم سبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى في ظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إمَامٌ عَدْلٌ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، ورَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، ورَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ، اجْتَمعا عليه وتَفَرَّقَا عليه، ورَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وجَمَالٍ فَقالَ: إنِّي أَخَافُ اللَّهَ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ. رواه البخاري
دل الحديث على أن الرجُلُ المُعَلَّقُ قَلْبُه في المَساجِدِ؛ شَديدُ الحُبِّ والتَّعلُّقِ بالمساجِدِ، يَتردَّدُ عليها، ويَكثُرُ مُكثُه فيها، مُلازِمًا للجَماعةِ والفرائضِ، ومُنتظِرًا للصلاةِ بعْدَ الصلاةِ، كأنَّ قَلبَه قِنديلٌ مِن قَنادِيلِ المسجِدِ
الأوقات التي يتأكد الجلوس في المسجد ورد في شأنها آثار :-
- الاعتكاف في العشر الأواخر في المسجد يبدأ من فجر يوم ٢١ من رمضان إلى ليلة العيد>
- بعد صلاة الفجر إلى شروق الشمس. طوال العام عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لَا يَقُومُ مِنْ مُصَلَّاهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الصُّبْحَ أَوِ الْغَدَاةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَامَ...» "رواه مسلم".
- قال النووي:أشرف أوقات الذّكر في النهار الذّكر بعد صلاة الصبح.."
- وكَره الإمام مالك:الكلام بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس لأجل التفرغ للذكر.
- وكان نافع، وسعيد بن أَبي هند..يجلسون بعد الصبح يذكرون الله ثم ينصرفون حين السُّبحة وما يكلم أحدٌ منهم صاحبه.[الأذكار،البيان والتحصيل]
- بين صلاة المغرب والعشاء
- وذهب بعضهم إلى استحباب التنفل فيه مطلقا ، كما قال قتادة وعكرمة . [ ينظر : البحر المحيط لأبي حيان 8/437] .
- بعد الصلوات المفروضة قال صلى الله عليه وسلم ((وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاط ))
- بعد صلاة العصر من يوم الجمعة إلى غروب الشمس
لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يَوْمُ الجُمُعة ثِنْتَا عَشْرَةَ سَاعَةً ، لاَ يُوجَد فِيهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ الله شَيْئاً إِلاَّ آتَاهُ إِيَّاهُ ، فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ العَصْر ) رواه أبو داود (1048) والنسائي (1389) ،
- التبكير و انتظار صلاة الجمعة.
للحديث الذي رواه الشيخان في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال ﷺ: الرائح إلى الجمعة في الساعة الأولى كالمقرب بدنة، وفي الساعة الثانية كالمقرب بقرة، وفي الساعة الثالثة كالمقرب كبشًا، وفي الرابعة كالمهدي دجاجة،
قال السخاوي: "لا أعلم حديثاً كثير الثواب مع قلة العمل أصح من حديث من بكر وابتكر، وغسل واغتسل ودنا وأنصت كان له بكل خطوة يمشيها كفارة سنة.. الحديث، سمع ذلك شيخنا -ابن حجر- من شيخه المصنف -العراقي- وحدثنا به كذلك غير مرة والخامسة كالمهدي بيضة
المغيث للسخاوي 3 - 189
فوائد الجلوس في المسجد :-
1- الصلاة في الصف الأول
2- الفوز بأجر تكبيرة الإحرام
3- استغفار الملائكة للعبد طوال انتظاره للصلاة وبعدها
4- سبب في محو الخطايا ورفع الدرجات وهو من الرباط ، كما جاء في الحديث
الاعمال التى ينشغل بها الماكث في المسجد :-
- التنفل بالصلوات
- قراءة القرآن
- الأذكار
- الاستغفار
- الدعاء
- التسبيح
- متابعة المؤذن
- طلب العلم
جلوس النساء في المصلى في بيتها هل تحصل على أجر المكوث في المسجد :-
سئل العلامة ابن باز رحمه الله: هل المرأة إذا جلست في مصلاها تنال ذلك الاجر؟
قال رحمه الله :- نرجو للنساء ذلك، إذا جلست بعد صلاتها في مصلاها تذكر الله، تقرأ القرآن، تدعو، ثم صلت ركعتين بعد ارتفاع الشمس يرجى لها هذا الخير العظيم. فتاوى ابن باز(10/436)
نسأل الله أن يجعلنا مما يوفق لعمل الخير.