كشفت دراسة أمريكية حديثة أنّ النساء اللواتي يعانين من مشاعر الوحدة يزداد نشاط الدماغ لديهن في المناطق المرتبطة بالرغبة الشديدة في تناول الطعام، مما يدفعهن إلى سلوكيات الأكل غير الصحية، وضعف الصحة العقلية.
نُشرت نتائج الدراسة، التي أجرتها جامعة “إيموري” في أتلانتا، يوم الخميس في دورية “غاما نتورك”.
وهدفت الدراسة إلى بحث الآثار السلبية للوحدة على النساء، خاصةً في ظل استمرار العمل عن بُعد بعد جائحة “كوفيد-19”.
ركزت الدراسة على كيفية تفاعل الدماغ مع العزلة الاجتماعية وعادات الأكل والصحة العقلية.
استطلعت الدراسة آراء 93 امرأة حول نظام الدعم الخاص بهن ومشاعرهن حول الوحدة والعزلة. ثم عُرضت على المشاركات صور لأنواع مختلفة من الطعام أثناء خضوعهن لفحوص التصوير بالرنين المغناطيسي لرصد نشاط الدماغ أثناء عرض الصور.
أظهرت النتائج أنّ النساء اللواتي يشعرن بالوحدة أظهرن نشاطًا أكبر في مناطق الدماغ المرتبطة بالرغبة الشديدة والدافع لتناول الطعام، خاصةً عند عرض صور الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، مثل الأطعمة السكرية. بينما انخفض نشاط منطقة الدماغ المسؤولة عن ضبط النفس تجاه سلوكيات الأكل.
كما عانت المجموعة نفسها من النساء من سلوكيات الأكل غير الصحية وضعف الصحة العقلية.
ووجدت الدراسة أيضًا أنّ النساء اللواتي يعانين من مستويات أعلى من العزلة الاجتماعية يملن إلى زيادة كتلة الدهون، وانخفاض جودة النظام الغذائي، وزيادة الرغبة الشديدة في الأكل على أساس المكافأة، وسلوكيات الأكل غير المنضبطة، وزيادة مستويات القلق والاكتئاب.
وقالت الدكتورة أربانا جوبتا، الباحثة الرئيسية في الدراسة: “ركزت دراستنا للمرة الأولى على بحث كيفية معالجة الدماغ للشعور بالوحدة، وكيفية ارتباط ذلك بالسمنة والنتائج الصحية.”
وأضافت عبر موقع الجامعة: “هذه النتائج مثيرة للاهتمام لأنها تقدم دليلاً على ما نعرفه بشكل حدسي. عندما يكون الناس بمفردهم أو وحيدين، فإنهم لا يركّزون غالباً على ما يأكلونه، وتزيد رغبتهم في تناول الطعام، خاصةً الأطعمة غير الصحية”.
وأشارت جوبتا إلى أنّ الحلّ يمكن أن يرتكز على السعي إلى التواصل مع الآخرين أو ممارسة التعاطف مع الذات، كما يمكن تحسين الخيارات الغذائية لتضمن تناوُل أطعمة صحّية بدلاً من الأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية عالية.