ضيفي الكريم لا أبكي رحيلك وأنا اعلم أنك راحل منذ قدومك فمن الطبيعي ألا يستديم الضيف عند المستضيف، لا أبكي عليك فأنت دائماً تأتي وترحلبموعدك، ولكن أبكي نفسي فلا أعلم عندما تأتي في عامك القادم هل سوف أكون ذلك المستضيف الذي ينتظر الضيف ام سوف أكون قد رحلت من دار الضيافة إلى دار البقاء، حينها سوف تكون قد انتهت استضافتي بهذه الحياة وعدت إلى أصلي فقد خلقت من طين وسوف اعود إليه، اما انت فستظل تسمو وتسمو في ملكوت الجبار حتى يحين امر الله.
أيها الزائر الكريم ما بالك تمضي مسرعاً فقد انتظرناك بشوق وحنين فنزلت فينا زائر يتعجل الرحيل،اودعك رمضان بدموع ليست دموع مفارق، بل دموع راجياً خائف أن أكون ذلك المستضيف المقصر مع ضيفه فكم مضت من لياليك وانا بين مقصر ومسوف مع ضيف عزيز كريم يأتينا محملاً بالخير فاتح أبوابه لكل مستغفراً وتائباً وطالباً وراجياً ومحتاجاً وباكياً ومكسوراًفما أجملك أيها الضيف العزيز وما أجمل لياليك فهي دائماً مختلفة مبهجة هادئة في تفاصيلها تملئها الروحانية والطمأنينة.
أيها الضيف الكريم ابكي على ايامك ولياليك التي مضت ونحن نتلذذ بالعبادات بين جوانبك ونستنير بالطاعات والجهد والاجتهاد، فكم حصلت فيك من طاعات وحسنات ونفوس تابت وإلى الخير أقبلت وتنادت وعن الشر أحجمت ولربها خضعت وعلى طاهرة النفس والبدن أجبلت فلله درك أيها الضيف الكريم.
أيها الضيف العزيز رحيلك يذكرني بحالنا نحنالمستضيفين لك في كل عام فنحن ايضاً ضيوف على هذا الدنيا ما أسرع الوقت بين قدومنا ورحيلنا في تلك الحياة العجيبة التي كلما زاد بها العمر نقصت أيامنا فيها بمقدار الزيادة، نعيش ونتحمل فتارة تأخذ منا وأخرى نأخذ منها تمر أيامها وشهورها فتأتي أيها الضيف الكريم محمل بالخيرات لنا فتصفوا النفوس وترتاح الابدان فهنيئا لمن يتاجر ويربح معك
أيها الضيف الكريم سعدت بقدومك وسررت إنني كنت مستضيفك هذا العام، واعلم انه قد اقترب موعد رحيلك، لذلك استودعك ان تذكرني بخير وأن أكون وفقت في استقبالك وان تعذرني ان أخفقت او قصرت، أيها الضيف العزيز نودعك ولسان حالنا يقول ربنا استودعناك رمضان فلا تجعله آخر عهدنا به، اللهم أعده علينا بالخير أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ونحن ومن نحب بأتم الصحة والعافية.
ضيفنا الكريم التمس منك العذر أن لم يقدر لي أن أكون في استقبالك في العام القادم فنحن ضيوف لا نعلم متى تنتهي استضافتنا، وقتها أسأل الله ان تذكرني بخير وتذكر احبابنا أن يذكرونا بدعوة على عندالإفطار، وداعا ضيفي الكريم على أمل القاء بك العام القادم وان لم يقدر لنا اللقاء أسأل العلي القديرحينها أن يجعلني مرحوماً ولا يجعلني محروماً، اللهم تقبله منا بأحسن قبولك وتجاوزك وعفوك وصفحك وغفرانك… وداعا رمضان
.
بندر عبد الرزاق مال
مستشار وباحث ومدرب قانوني معتمد
باحث دكتوراة – جامعة مالايا – كوالالمبور
عضوية المجمع الملكي البريطاني للمحكمين
عضو بلجنة التحكيم وفض المنازعات بالغرفة التجارية الصناعية بينبع
عضوية جمعية الأنظمة السعودية جامعة الملك سعود
عضوية جمعية مكافحة الاحتيال السعودية
مأذون عقد أنكحة شرعية