الحمد لله قد انقضى شهرُ رمضان لكنَّ :عملَ المؤمن لا ينقضي حتى يأتيَه أجلُه؛ فإن اللهَ لم يجعلْ لعمل المؤمن أجلا دون الموت قال تعالى ﴿ واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ﴾
وقال الله تعالى : ﴿ فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ﴾
فهذه الشهورُ والأعوامُ والليالي والأيامُ كلُّها مقاديرُ للآجال ومواقيتُ للأعمال ثم تنقضي سريعا وتمضي جميعا ، فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان ..!!
فإن من علامات قبول العمل الصالح الإقبال على الطاعة وعدم الانقطاع عنها فالمؤمن تسره حسنته وتسوءه سيئته .
عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أحب الأعمال إلى الله -تعالى- أدومها وإن قلَّ"(أخرجه الشيخان)…
ومن علامات قبول العمل أن ترى العبد في أحسن حال من حاله السابقة مثلاً :-
١-صيام النفل منها :- ست من شوال والاثنين والخميس وأيام البيض .
٢-صلاة التطوع والوتر وقيام الليل مشروع في كل ليله .
٣-قراءة القرآن تدبراً و تلاوة و حفظاً و استماعًا.
٤-البذل والجود بالمال والعلم و الجاه .
٥-الشكر قال تعالى { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ.. } إبراهيم 7 أكثروا من شكر الله تعالى أن وفقكم للصيام , والقيام . فإن الله عز وجل قال { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون } البقرة 185 .
والشكر بالقول و العمل و القلب .
٦- الإكثار من الدعاء بالقبول يفرح المؤمن بيوم فطرة ويحمد ويشكر ربه على أتمام الصيام .. ومع ذلك يخاف اًن لا يتقبل الله منه صيامه.
فلقد كان السلف الصالحون يحملون هّم قبول العمل أكثر من العمل نفسه , قال تعالى :{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } المؤمنون 60 .
وقال علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) : كونوا لقبول العمل أشد أهتماماً من العمل , ألم تسمعوا قول الله عز وجل : { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين} . (المائدة:27)
كما كان السلف يدعون ستة أشهر بعد رمضان يسألون الله القبول .
٧-الاستغفار كتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار : يأمرهم بختم شهر رمضان بالاستغفار والصدقة وقال :قولوا كما قال أبوكم آدم " ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين " .
٨ - صلة الرحم من أسباب دخول الجنة : فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يأيها الناس أفشوا السلام أطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام " رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.
أخيرا :-
الحذر مما يذهب الآجر و يبطل العمل مثل ( النفاق _ والرياء _ والعجب ) . فهذه الأعمال خطرها عظيم على الاعمال الصالحة؛ لأنه تذهب بركتها، وتبطلها والعياذ بالله: قال تعالى {كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين} [البقرة: 264].
نسأل الله العظيم أن يعصمنا من الفتن و يوفقنا لما يحب ويرضى .