أكدت رئاسة الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي، لحجاج بيت الله الحرام؛ على أهمية الحصول على تصريح الحج، ولزوم التقيّد به واستخراجه؛ لما فيه من موافقة لمقتضى النصوص الشرعية، القائمة على مراعاة المقاصد والمآلات، وتحقيق المصلحة العامة مكانًا وزمانًا، وإعمالًا للتيسير ورفع الحرج، ودفع الضرر عن المسلمين.
وقالت رئاسة الشؤون الدينية: إن التزام قاصدي بيت الله الحرام للحج باستخراج تصريح الحج؛ يحقق قواعد الشريعة الإسلامية، من جلب المصالح ودرء المفاسد، ومراعاة ما يترتب من وجود الأعداد المليونية من حجاج بيت الله الحرام في زمان ومكان واحد في المسجد الحرام والمشاعر المقدسة؛ من الزحام ؛ مما يحتاج معه إزالة الضرر ودفعه عنهم؛ إعمالًا بالقواعد والكليات الشرعية، التي تبنى عليها الأحكام، وتتحقق بها مصلحة العباد والبلاد؛ فإنه “لا ضرر ولا ضرار”، و”الضرر يزال”؛ لذا يلزم على قاصد الحج الحصول على تصريح الحج كما قرره ولي الأمر؛ إذ حكم ولي الأمر منوط بالمصلحة، وطاعته فيما يقرره مراعاة للمصلحة العامة طاعة له في المعروف، ائتمارًا بقول الحق جل وعلا: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا أَطيعُوا الله وَأَطيعُوا الرَّسولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم﴾ [النساء: ٥٩].
وبيّنت: أن الالتزام بما يقرره ولي الأمر للمصلحة العامة؛ هو منهج المؤمنين، فلا ينبغي لمسلم الحيدة والتحايل عليه، فضلًا عن مخالفته؛ لئلا يبوء بالإثم، بل الواجب السمع والطاعة، والإذعان للأنظمة والتعليمات، فالحج شعيرة وسلوك ورسالة سلام، وشعار الحاج فيه: الاتباع والالتزام؛ ليتمكن من أداء مناسكه في جوي تعبدي خاشع، وبيئة آمنة مطمئنة.
وشدّدت على الدور الذي تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين، الملك: سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-؛ في تقديم أرقى الخِدمات لضيوف الرحمن، وتهيئة البيئة التعبدية لهم في الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة، وإثراء تجربتهم الدينية، وإنجاح رحلتهم الإيمانية، فالواجب على الحاج التعاون وعدم الإخلال بشيء مما يقرره؛ امتثالًا لقوله تعالى: ﴿وَتَعاوَنوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقوى وَلا تَعاوَنوا عَلَى الإِثمِ وَالعُدوانِ وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله شَديدُ العِقابِ﴾ [المائدة: ٢].