في مقولة ذكرها الروائي والكاتب القصصي الروسي دوستويفسكي ، الذي عاش خلال الفترة من (11 نوفمبر 1821 – 9 فبراير 1881) ، يقول فيها : " إن لابسي الأقنعة قد كثروا في زماننا هذا ، حتى أصبح من العسير اليوم أن نتعرف إلى الشخص خلف القناع " ، واليوم وبعد مضيء أكثر من مائة واربعون عاما على تلك المقولة ، فماذا سيقول دوستويفسكي لو عاش بيننا وشاهد تفنن البعض في لبس الأقنعة ؟
من المؤسف أنهم يتظاهرون أمامنا بالتقوى والصلاح والحرص على حقوق الآخرين والمحافظة عليها ، فيما تشير أفكارهم وتؤكد أعمالهم أن أهدافهم لا تخرج عن حرصهم على تحقيق مصالحهم الخاصة ، والحصول على أكبر قدر من الكسب المالي .
وحينما تسقط الأقنعة وتتعرى الوجوه ، وتظهر التجويفات أمام الجميع فإنها تعري أصحابها ، لتذكرنا بالمثل القائل " الطبخة وحده ... لكن الطباخ تغير " ، فالطباخ الجديد سار على نهج سابقه والتزم مساره ليس في السعي لكسب مصالح خاصة ونيل مالا يستحق فقط ، بل في التفوق علبه بانتهاج أسلوب الكذب والتحايل على الآخرين وإطلاقها في ابريل لتكون متوافقة مع قول " كذبة ابريل " فلا يستطيع أحد مسالته أو محاسبته ، فإن قالوا إنك كاذب فإن رده سيكون مهذبا وأنيقا فيقول : " إنها كذبة ابريل ، ولا حقيقة لما قلته " ، ليمتص بهذه الطريقة غضب الآخرين .
وبين مقولة دوستويفسكي ، وكذبة ابريل ، علينا أن نتريث عند ظهور الطبخة ، ولا نلتهمها سريعا ، فالطباخ الجديد قد يزيد الملح الذي قد يؤدي للإصابة " ببعض الأمراض كارتفاع ضغط الدم، وسرطان المعدة، والسمنة وغيرها " ، أو قد يخفضه وهنا يحدث الخلل في توزان المعادن في الجسم .
والطباخ الماهر هو من يعتمد على نفسه وشخصيته ، ويكون قد المسؤولية التي كلف بها ، ويستطيع أن يوازن بين كمية الملح فلا يزيد ولا ينقص ، وبميزانه ينال محبة الآخرين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصلashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com