دخل عشرات من عناصر شرطة نيويورك وهم يرتدون معدات مكافحة الشغب إلى حرم جامعة كولومبيا، واعتقلوا العديد من الطلاب ليلة الثلاثاء، بعد إصدار أمر تفريق للمتظاهرين المتجمعين خارج أحد مداخل الجامعة، حسب صحيفتي “واشنطن بوست”، و”نيويورك تايمز”.
وأظهرت لقطات فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، الشرطةَ وهي تدخل حرم الجامعة التي كانت نقطة محورية في احتجاجات طلابية امتدت إلى عشرات الجامعات الأخرى في أنحاء الولايات المتحدة، حسب موقع “الحرة”.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن مئات من ضباط الشرطة الذين يرتدون معدات مكافحة الشغب بدأوا اعتقال المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في الجامعة، بعد حوالي 20 ساعة من احتلال المتظاهرين لمبنى هاميلتون هول الدراسي، مما أدى إلى تصعيد الأزمة.
وأشارت “واشنطن بوست” في وقت سابق، إلى حشد كبير من شرطة نيويورك خارج الجامعة وصفّ طويل من سيارات الشرطة في مكان قريب، بعد استيلاء المتظاهرين على مبنى هاميلتون هول الدراسي واعتصامهم بالحرم الجامعي منذ أسبوعين.
وأظهرت لقطات فيديو عناصر من الشرطة تدخل المبنى من خلال نافذة تم الوصول إليها باستخدام شاحنة متخصصة.
وجاء هذا الإجراء بعد أسبوعين تقريبًا من اعتقال الشرطة لأكثر من 100 متظاهر نصبوا خيامًا في حرم الجامعة. وأثار حينها تصرف الشرطة غضب العديد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب، الذين نصبوا خيامًا جديدة وتزايد عدد المحتجين منذ ذلك الوقت.
وهدد مسؤولو الجامعة في وقت سابق من يوم الثلاثاء بفصل الطلاب الذين استولوا على مبنى هاميلتون هول.
وبدأ احتلال المبنى ليلًا حين حطم المحتجون النوافذ ودخلوا مبنى هاملتون هول وعلقوا لافتة من الطابق العلوي كُتب عليها “قاعة هند”؛ في إشارة إلى طفلة فلسطينية (ست سنوات) قتلتها القوات الإسرائيلية في غزة.
وخارج المبنى، وهو موقع اعتصامات طلابية مختلفة تعود إلى ستينيات القرن الماضي، أغلق المحتجون المدخل بالطاولات وشبّكوا أذرعهم لتشكيل حاجز وهتفوا بشعارات مؤيدة للفلسطينيين.
وفي مؤتمر صحفي خلال المساء، قال رئيس بلدية نيويورك إريك آدامز ومسؤولو شرطة المدينة: إن “مثيري شغب من خارج الجامعة” حرضوا على الاستيلاء على هاميلتون هول، مضيفًا أنهم مسجلون لدى سلطات إنفاذ القانون بإثارة الفوضى.
وقالت الشرطة إنها استندت في استنتاجاتها جزئيًّا إلى تكتيكات تصعيدية في الاستيلاء على المبنى، بما في ذلك التخريب واستخدام الحواجز لإغلاق المداخل وتدمير الكاميرات الأمنية، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز”.
وأشار آدامز إلى أن بعض الطلاب المتظاهرين لم يكونوا على دراية تامة بوجود “جهات خارجية” وسطهم.
وقال رئيس البلدية: “لا يمكننا ولن نسمح بأن يتحول تجمع سلمي إلى مشهد عنيف لا يخدم أي غرض. لا يمكننا الانتظار حتى يصبح هذا الوضع أكثر خطورة. يجب أن ينتهي هذا الآن”.
وشكك الطالب محمود خليل، أحد زعماء الاحتجاج وهو باحث فلسطيني يدرس بالجامعة بتأشيرة طالب، في تأكيدات بأن دخلاء هُم من شرعوا في احتلال المبنى.
وقال خليل لرويترز “إنهم طلاب”.
وفي بيان صدر مساء الثلاثاء، انتقد عدد من هيئة التدريس، إدارة الجامعة لجلبها الشرطة من جديد، معتبرين أن “دخول الشرطة المسلحة إلى الحرم الجامعي لدينا يعرّض الطلاب وكل شخص آخر في الحرم الجامعي للخطر”.