في أقدس بقاع الأرض وفي أرض الخير، مكة المكرمة، عاش ومات ودفن الشهم النبيل الذي ذاع صيته وظهرت أعماله الجليلة التي كان يؤديها في الخفاء بِيَمِينِهِ بِمَا لَا تَعَلُّمَ شَمَالِهِ ، تجاه المعسرين والأسر التي فقدت عائلتها لسجنه أو غير ذلك. هو الراحل إلى جوار ربه راضٍ مرضيًا، المغفور له – بإذن الله – الوجيه محمد بن عبد الرحيم كلنتن – عليه رحمة الله- بصراحة، "أنا" شخصيًا لا أعرفه عن قرب، واسمع به كثيرا ، وشهادة العارفين به تثبت أنه رجل خير وصاحب معروف
روى لي أحد من الثقات المقربين منه، أنه كان عائلاً لكل أسرة فقدت عائلتها بسبب سجنه، وكان راعيًا للأسر المتعففة، وصديقًا للفقراء والمساكين، وساهم في إفراج كربة العشرات بل المئات من تلك الأسر المحتاجة. كان قريبًا من الضعفاء والمساكين، وذوي الحاجة، والمحتاجين، ويبذل جهودًا كبيرة لإسعادهم وفك كرباتهم
لم يكن الراحل "كلنتن" ثريًّا بالمال ، لكنه كان غنيًّا بالنفس وطيب الطباع. أغناه الله بحب المساكين، فكان غنيًّا بالقلب والعطاء، فقيرا إلى عفو ربه - احسبه كذلك والله حسيبه - كرس حياته لخدمة مجتمعه ورعاية المحتاجين. بدأ "كلنتن" مسيرته في الخير منذ حقبة مبكرة، وزاول أعمال الخير حتى أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياته وديدنه.
كان "كلنتن" ملاذًا آمنًا لكل محتاج، حيث كان يعتني بكبار السن الذين كانوا يعيشون بمفردهم، يزورهم بانتظام ويجلب لهم ما يحتاجونه من مواد غذائية ودوائية، حسبما روي لي
لم يقتصر عطاء "كلنتن" على الفقراء فقط، بل كان يسعى لتمكين الشباب وتوجيههم نحو مستقبل أفضل ، حيث كان قريبا منهم لايبخل عليهم بالنصيحة ولا يتردد بمد يد العون لهم ، مما ساهم في تهذيبهم وابعادهم عن مواطن الشر كثيرا .
كان "كلنتن" شخصًا محبوبًا في المجتمع، وكان يتمتع بشعبية واسعة في محيطه. كانت أعماله مصدر إلهام للكثيرين، حيث بدأوا يتبنون مبادرات مماثلة لمساعدة الآخرين
ولكن في فجر السبت الحادي والعشرين من شهر شوال لهذا العام 1445هـ، ودعنا فجأة "كلنتن"، رحمه الله، وترك من بعده إرثًا خيرًا ينير درب أبنائه بعده
وأعتقد أن رحيل "كلنتن" الخير لم يكن نهاية قصته، بل سيكون بداية لتحفيز المزيد من الناس على مواصلة عمله وترك بصمة إيجابية في حياتهم ومجتمعاتهم.
فلاش :
وكلنتن - أيها الساده – تواجد طوال حياته في مواقع الخير ، وعرف عن الناس كل خير ، والناس شهود الله في ارضه ، فهو كان قبل رحيله – يرحمه الله - عضوا في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان (فرع منطقة مكة المكرمة) ، وعضوا لجمعية الشيخوخة بمنطقة مكة المكرمة ، والمشرف العام على وقف البركة الخيري بمكة المكرمة ، ونائبا لرئيس مركز حي النزهة (سابقا) ، كل المواقع كانت طريقه لعمل الخير ، والسير في دروب الخير ، اسال الله أن يتغمدة بواسع رحمته وأن يجعل قبرة روضة من رياضة الجنة ويخلف اهله وذويه خيرا ، ويلهم محبية الصبر والسلوان
اللَّهمَّ أَحيِني مِسكينًا، وأَمِتْني مِسكينًا، واحشُرني في زُمرةِ المساكينِ يومَ القيامَةِ، فقالَت عائِشةُ: لِمَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: إنَّهم يَدخُلون الجنَّةَ قبلَ أغنيائِهم بأربعين خريفًا، يا عَائشةُ، لا ترُدِّي المِسكينَ ولو بشِقِّ تَمرةٍ، يا عائشةُ، أحِبِّي المساكينَ، وقَرِّبيهم؛ فإنَّ اللهَ يقرِّبُكِ يومَ القيامَةِ ، هذا علمي وسلامتكم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*رئيس التحرير