مهما حرصت واجتهدت في تدبير أمرك فإن حكمة الله نافذة وما يختاره لك فيه الخير.”
يقيناً ان المدبر هو الله وقاضي الحاجات هو الله ، ولكن في بعض من الأحيان نشعر ان كثيراً من الأمور تعطلت بل احيان تغلق امامك كل الأبواب وتبدا في البحث وسرعان ماتعود الى نقطة الصفر ، حتى ان يبلغ الحال بك ان تيأس من النجاح والوصول الى غاياتك وطموحاتك .
اولاً يجب ان تقبل ان لا بد من الهزائم والخسائر وان كل شي وله حكمة وامر لا نعرف ماهو الخير فية دعونا نتأمل في قصة يوسف عليه السلام
اراد الله سبحانة وتعالى ان يكون يوسف هو عزيز مصر ويوسف مكان أقامته في بادية الشام فا كيف يصل الى ذلك المركز الرفيع ؟ هنا يأتي تدبير الله سبحانه حيث ان أخوته اكادوا له كيداً ورموه في غيابة الجب وسبحان الله تأتي تلك السيارة تريد الماء وتأخذه الى مصر ، ثم يباع في ثمن بخس ويقذف في عرضه وأمانته ويسجن وفي النهاية أصبح عزيزاً لمصر واعاد الله له والديهِ وأخوته ، هُنا هو تدبير الله لو تأملنا في بداية القصة والأحداث التي سبق ذكرها لظننا ان الأمر أنتهى عند ( الجب ) ولكن الجب كان هو مفتاح الوصول الى عزيز مصر هذا هو تدبير الله .
لذلك لا تظن ابداً ان كل الأحداث التي تمر بك والعواصف انها نهاية الدنيا وان النجاح أغلق بابه فقط توكل على الله فاعلاً للأسباب وتيقن ان تدبيره سبحانه لم ولن يخذلك .
يقول ابنُ القيّم :
ﻟﻮ ﻋﻠِﻢ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻛﻴﻒ ﻳُﺪﺑّﺮ الله ﻟﻪ ﺃُﻣﻮﺭه
ﻟـ علم ﻳﻘﻴﻨﺎً ﺃﻥَّ الله ﺃﺭﺣﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃُمِّه ﻭﺃﺑﻴﻪ ﻭﻟﺬﺍﺏ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺤﺒﺔً لله .
ثق في تدبير الله لك فكم من أمر أحزننا حين وقوعه، فلما مضى وجدنا بعده خيرًا كثيرا
تدبير الله لك خير من تدبيرك، فقد يمنعك ما تهوى ليختبر صبرك، فأَرِهِ الصبر الجميل يُريك عن قُريبٍ ما يَسُرُّك
( يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ )
اللهم إنّا نبرأ من حولنا وقوّتنا إلى حولك وقوّتك وتدبيرك
بقلم . عبدالرحمن المطرودي
يدبر الأمر
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/articles/262604/