في عام 2005م كنت في ضيافة أستاذي ومعلمي الأستاذ الدكتور هادي نهر -أطال ال الله في عمره -كنت حينها طالب ماجستير وكان هو
البروفسور” المشرف على رسالتي -حاليا الدكتور بين العراق والأردن وعميد لاحدى الجامعات الأهلية-قدمت لنا وجبة العشاء المتنوعة وكان من ضمنها البيض المسلوق ، أتذكر حينها سألني الدكتور هادي النهر سؤالا غريبا .
قال لي :لماذا ياعصام معظمنا يأكل بيض الدجاج ولا يأكل بيض البط ؟ ، مع أن فوائد بيض البط أكثر من بيض الدجاج، وحجم بيض البط أكبر من حجم بيض الدجاج ، وبروتين بيض البط أكثر من بروتين بيض الدجاج ، فلماذا لا نأكل بيض البط ؟
كان السؤال مربكا لي !! فرديت مسرعا : بيض البط غير متوفر عندنا .
قال : أنا أتحدث بشكل عام في كل الدول بيض البط متوفر لكنهم لا يأكلونه ويفضلون بيض الدجاج ؟ لم أستطع الإجابة !!
أصل الحكاية ياعصام بسيطة فالدجاجة حين تبيض تجلس على بيضها (تحفش ) وتقعد تكاكي وتنقنق، وتصيح، وتعلن عن إنتاجها الجديد المتوفر وتحدد مكانها من خلال موقع صياحها (ياناس معايا بيض متوفر وأنا قاعده عليه ) تعالوا معي بضاعة جديدة وتعلن عن بضاعتها ومكانها وبالتالي حققت التسويق لمنتجها من خلال الدعاية والصياح، على عكس البطة عندها جودة في البضاعة، فـ(بيضها) غني بالفيتامينات وأكبر حجما لكنها تبيض بصمت دون أن تعلن عن إنتاجها فلا يعلم أحد عن إنتاجها ولا مكانها ولا جودته ويبقى مكانه مجهولا ويحتاج عناء للبحث عنه، فعدم اعلان البطة عن إنتاجها على الرغم من اهميته وجودته يقشلها.
أيقنت أن سؤال الدكتور رسالة أعمق بكثير من المعنى الذي وصلني حينها وهو الكرش ( ودلع كرشك ).
التسويق نعم التسويييييق !! والدعاية والإعلان الموضوع متعلق بالمنافسة والتسويق للمؤسسات ومنتجاتها وليس المؤسسات فقط .
وخلاصته :قد تكون هناك منتجات أو مخرجات لمؤسسات أو غيرها ضخمة ومتميزة لكن لا يتم التسويق والإعلان عنها بالشكل المطلوب وتكون هناك منتجات أقل جودة لكنها تكون أكثر رواجا بسبب الدعاية والإعلان عنها فيتفوق الرديء في الغالب .




