يعد زواج الابنة الوحيدة من أبرز المحطات في حياة الأسرة. يرتبط هذا الحدث بالعديد من التأثيرات على الوالدين والأخوة والأخوات، سواء كانت إيجابية أو سلبية. يعد هذا الموضوع مثيرًا للاهتمام حيث يعكس الديناميكيات الاجتماعية والعاطفية المعقدة التي تحدث عند حدوث هذا الحدث الكبير.
في البداية، يجد الوالدان أنفسهما يواجهان مشاعر متضاربة عند زواج الابنة الوحيدة. تشعر الأم بفرحة عارمة واطمئنان عندما ترى ابنتها ترتبط بشريك حياة يحبها ويحترمها. ومع ذلك، قد يعاني الأب من مشاعر الحزن والفقدان لأنه سيفتقد وجود ابنته الوحيدة في المنزل. يعتبر هذا التغيير الكبير في حياة الأسرة بمثابة مرحلة انتقالية للوالدين، حيث يجدان أنفسهما يتعاملان مع العديد من التغييرات المتعلقة بالروتين اليومي والحياة العائلية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر زواج الابنة الوحيدة على الأخوة والأخوات بطرق مختلفة. قد يشعرون بالغيرة والغبطة لأنهم سيفتقدون اهتمام ووقت والديهم بسبب تركيزهم على الابنة المتزوجة. وقد يشعرون أيضًا بالوحدة لأنهم لن يعيشوا بالقرب من أختهم بعد الزواج، وبالتالي ستتغير العلاقات الأسرية. ومع ذلك، يمكن أن يتعلم الأخوة والأخوات أيضًا كيفية التكيف مع هذا التغيير وبناء علاقة قوية مع أختهم المتزوجة، وهذا يعزز التطور الشخصي والنمو العاطفي للجميع.
بشكل عام، يمكن القول بأن زواج الابنة الوحيدة يحمل تحولات كبيرة للوالدين والأخوة والأخوات. يجب على الوالدين التكيف مع الفراغ الذي ستتركه ابنتهم المتزوجة في المنزل واستكشاف هذه المرحلة الجديدة من العلاقة الأسرية. وعلى الأخوة والأخوات الاستعداد للتغييرات في الروتين اليومي وتعزيز الروابط العائلية بطرق جديدة. بالنهاية، يمكن لزواج الابنة الوحيدة أن يثري الحياة العائلية ويساهم في نمو وتطور أفراد الأسرة.
إن كل اب يزوج ابنته ويزفها لبيت زوجها لا يقل الماً وحزناً على بعدها عنه في الوقت نفسه تنتابه فرحه وسعادة بأنها تزوجت واستقلت بحياتها مع أنه يعيش حالة من القلق عليها والخوف على استقرار اسرتها.
وأكثر ما يخشاه عليها هو أن تندفع خلف الدعاوي الشاذة التي تنادى بحقوق المرأة واستقلاليتها وحريتها ونجاتها من تحكمات الرجل والتي يسعى من يروجها في الأصل إلى هدم البيوت وتفكك الأسر وزعزعت ترابطها وزلزلة استقرارها.
-والدليل على ذلك- أن من ينادي بتلك الدعاوي الخبيثة من وصفتهم ظروفهم واستغلهم الأعداء لتنفيذ أفكار دخيلة على المجتمعات الإسلامية المحافظة فتظهر المطلقة أو العابسة أو المعنفة أو المسترجلة أو من تربة في أسر غير مستقرة، يسعون لصناعة مجتمع منهار أخلاقي بانهيار الأم القدوة في بيتها وهي مصدر التربية وأساسها في الأسرة فبدئوا بتعظيم قدرها في الأسرى والمجتمعي وفعلوا عاطفيا يوم الأم العالمي مع وجود يوم الأب ولكن تجاهلوه حتى سقطت مكانة الأب معنويا في نفوس أبنائه، واجتماعيا وتربويا حتى أصبح الرجل في موقف متزعزع عاد على الأسرة بطابع معاكس ثم عادوا للمرأة ونادوا بمشاركتها للعمل في المجتمع- جنبا إلى جنب- مع الرجل فإنها لا تقل مكانة عنه حتى أخرجوها من بيتها وأبعدوها عن أبنائها وتفردوا هم بالأبناء والأب والمرأة كلا على حد بما يشغله ويبعده عن الأسرة حتى انتهت الأسر الممتدة من الأعمال والحيلان والأقارب
وأيضا الوالد يخشى على ابنته وهي في بيت زوجها من فخ "غيرة السوالف" زوجات إخوان زوجها ولا نعمم هنا بل إن منهن كالأخوات ومنهن أعداء باسمات يقع في قلوبهن غيرة مدمرة مما يرونه من حفاوة والدي الزوج للابنة وحسن تعاملهم معها فيكيدون لها وهي تتعامل بحسن ظن لعلمه بشخصية ابنته الهادئة البريئة فتقع في الفخ ويتعكر صفو الماء...
في حداثة عمري سمعت مقولة من كبار السن يقولون "وصي أبي زوج بنتك على بنتك" استوقفتني الوصية طويلا ولم أفهم مبتغاها فسألت الوالدة- يرحمها الله- فقالت لن تفهمها حتى ترزق بابنة وتزوجها فأسريت عليها فقال الأب يبكي عند زواج ابنته بكاء الأطفال فقلت لها لماذا لا أوصى الزوج على الابنة فقالت "إن الله قد جعل بينهما مودة ورحمة".
وأصبحت الجملة في ذهني حتى تزوجت طفلتي وأصبحت عروس اليوم حينها تخالطت المشاعر في داخلي وانهمر دمع عيني فرح بزواجها وحزنا على بعدها عني حينها فطن تفسير والدتي ومضمون الوصية وهي أن من يعرف ألم زواج الابنة وابتعادها عن أسرتها هو "الأب" فهو أكثر ألما وحزنا من الأم ولا يقل حال الأم عن الوالد فمشاعرهم حزينة في صورة فرح.
وإن ما يقوي علاقة الزوج بالابنة هو حسن تعامل الوالدين معه وحفظه في حضوره وغيابه فهو "حامي عرض لا يضرب ولا يهان" فبقدر حسن تعامل الوالدين معه ينعكس بحسن تعامل زوج الابنة لها.
أقدار أليمة وأحداث جميلة تمر بها الأسر في المجتمعات الإسلامية والعربية تتكاثر الأسر بالتزاوج وتنقص بالتزاوج سنة الله في خلقة والأسرة الممتدة أكبر رابط لتقوية أواصر المودة والرحمة في أسر المجتمعات على مر الأزمان...