▪︎قال تعالى : {فَإِمْسَاكٌۢ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌۢ بِإِحْسَٰنٍ}
حذر الحق تعالى من مشاكل الحياة الزوجية في العديد من الآيات حيث بدأت تأخذ هذه العلاقة خطاً منحرفاً عن الخط الصحيح .. وأصبحت تمثل مشكلة حقيقية الآن بعدما كانت مشكلة بسيطة جداً
وذلك لما تتركه من أثر بالغ في تدهور الحياة الأسرية والمجتمعات بشكل عام ..
▪︎وفي آية أخرى قال تعالى : *{فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖفَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا}* فهذه أهم توصيات الحق جل وعلا لنا عندما تتفاقم المشاكل الزوجية المتعددة : العظة ..ثم الهجران ..ثم الضرب.. غير المؤذي، فإن لم تطع فلن يرضى الله عنها، وهي مشكلة تمر بها كل الأسر الآن، مع اختلاف النسب في مجتمع عن مجتمع آخر..؟
▪︎وللأسف تحول هذا العقد المقدس إلى استغلال مادي، ومظهر اجتماعي للبعض منهم لا أكثر .. وأصبحت مشكلة الزوجين في هذه الأيام لها طابع مختلف تماماً مع تطور الحياة، وتغيرها لدين وفي كل دول العالم، وخروج بعض الأشخاص عن المسار الصحيح بالرغم من وجود حلول متعددة تساهم في الحد منها، وانتشارها كالزواج من أخرى مثلاً..
▪︎وأخذت هذه الحياة شكلاً جديداً غريباً، وظهرت لنا أمور كثيرة لم تكن في الحسبان أدت إلى تعسر استمرار الحياة بينهما،، وأصبح الطلاق، والانفصال هو الحل تقريبا كما نشاهد الآن، في قضايا كثيرة، وبالرغم من أنهما يعيشان معاً تحت سقف واحد، ولكن بشكل صوري من أجل حفظ الأبناء، والأسرة..؟
▪︎وسجلت النسب في المحاكم الشرعية أرقام قياسية مع تزايد في أعدادها، والخوف من القادم أصبح أكثر، وأكثر حيث يذكر لنا الشيوخ، والمختصين عن ارتفاع نسب الطلاق، والانفصال، وعدم ارتياح الطرفين لبعضهما بشكل جنوني ..؟
▪︎وأعظم من يعاني من تلك المشكلة غير الزوجين هما الوالدين معا حيث صار البعض يحملهما المسؤلية المباشرة، وأصبح كل منهما يضعان يديه على قلبه بسبب الخوف من عدم نجاح زواج أبناءهما خاصة مع كلفة الزواج الكبيرة من ناحية أخرى، والفشل من ناحية أخرى..؟
▪︎ويؤكد بعض المختصين الى أن المرأة تتحمل الجزء الأكبر في المشكلة بعدما تخلت عن كثير من خصوصيتها خاصة فيما يتعلق .. بالحجاب، والاختلاط، وعد الحياء، والتطاول على الزوج في كثير من الأحيان وغير ذلك مما جعلها مخالفة للشرع، والعقد الزوجي بينهما..؟
▪︎وتعددت الاسباب أكثر من ذي قبل بشأن هذا الموضوع من أهمها : عمل المرأة مع إهمال البيت – الخروج بشكل مستمر – تخليها عن وظائفها – عدم تحمل المسؤلية من قبل الطرفين –
الانفتاح مع مغريات الحياة .
▪︎وقال سبحانه : *{فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا..}* حيث يحتم الوضع علينا الآن الجلوس على طاولة الحوار، والمناقشة لدراسة الحالة، والتي أصبحت تشكل خطر حقيقي على حياة الطرفين، والأسر، والمجتمع، وأهمها..
العودة للتوصيات الدينية – تدخل الوسطاء القريبين – التنازل عن بعض الحقوق – مراعاة المصلحة لكل منهما .
▪︎وتشير الاحصائيات ..
إلى أن سن الطلاق يتراوح بين (٢٥ و ٣٩) عامًا أي ٥،٥ من المطلقات.. لكن تتناقص النسبة تدريجياً مع تقدم العمر حتى الوصول إلى أدنى نسبة ١،٦٪ و ١،٢٪ للمطلقات. بين الفئة العمرية ٧٠ – ٧٤ سنة.
ووصلت نسب الطلاق حاليا إلى ١٢،٦% .. أي ماتمثل (٥٧٦٠٠) تقريبا ورقة طلاق خلال السنة، أي حوالي 157ورقة يومياً..؟
▪︎ويحتاج كل منا الى التركيز والانتباه جيدا لهذه المشكلة التي أصبحت تتفاقم أكثر من ذي قبل، وتعدت حدودها، وأصبحت أحد أكثر المشاكل التي تحدق بالمجتمع، وتؤرق هاجس جميع أفراده أكثر من أي وقت آخر .
والسلام خير ختام .