اعتدنا على مدى سنوات مضت ومنذ نشأة الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف ــ المجلس التنسيقي لشركات أرباب الطوائف ومقدمي خدمة حجاج الخارج ـ حاليا ـ عام 1408 هــ ، أن يكون دورها منحصرا في جباية الأموال من مؤسسات الطوافة ، ومكتب الوكلاء ، والمؤسسة الأهلية للأدلاء ، ومكتب الزمازمة ، تارة لمكافآت ومرتبات الأمين العام والموظفين ، وتارة أخرى لميزانية القرطاسية ، وتارة للإعلانات بالصحف والمجلات ، إضافة لما يدفع لحفل تكريم المميزين في أعمال موسم الحج الذي كان يقام في محافظة جدة نهاية كل موسم حج .
لكننا لم نر ـ آنذاك ـ أي دور عملي لها خارج نطاق الاعمال الروتينية ، خاصة فيما يتعلق بتنسيق الاعمال وتوحيد الإجراءات التي أنشئت من أجلها ، حتى أن المعرض الدائم لخدمات الحج والحجاج الذي كانت تعتزم إقامته بمقرها المستأجر بعمائر الفلاح لم ير النور رغم دفعها لإيجار مقره !
وظلت الهيئة تسير سير السلحفاة في الكثير من أعمالها ، وحينما صدر قرار مجلس الوزراء رقم ( 251 ) وتاريخ 11/9/1422هـ ، والمتضمن التأكيد " على مؤسسات الطوافة وشركات نقل الحجاج توفير مرشد سعودي لا يقل عمره عن ثمانية عشر عاماً مع كل سائق ، ليدله على الطرق في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة ، والطرق بين مكة المكرمة والمدينة المنورة ... " ، بدأت الهيئة تخرج من سورها المغلق خاصة عقب صدور قرار مجلس الوزراء رقم 291 وتاريخ بتعديل الفقرة ( الثالثة ) من قرار مجلس الوزراء رقم ( 251 ) وتاريخ 11 / 9 / 1422 هــ ، ليفتح المجال لوضع تنظيم أفضل لإرشاد حافلات نقل الحجاج ، فبرز ما عرف بمشروع إرشاد حافلات نقل الحجاج .
وعاما تلو آخر برزت نجاحات المشروع ليأتي موسم حج هذا العام حاملا أعمالا ترتقي بعظم المسؤولية التي يحملها ، وبرز في موسم حج هذا العام برنامج الاحصاء اليومي والتراكمي الذي يوضح أعداد الحافلات التي تم إرشادها ، مقارنة بين عامي 1444 ــ 1445 هــ ، إضافة لعدد الرحلات من مطار الملك عبدالعزيز وميناء جدة اليومي والتراكمي ، وعدد رحلات قطار الحرمين وعدد الحجاج ، وأعداد الحجاج بكل شركة من شركات مقدمي الخدمات لحجاج الخارج ، ومثل هذه الإحصائيات كانت محظورة من النشر سابقا ! .
ومن خلال الإدارة العامة لشؤون التطويف والمطوفين بالرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي ـ الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ـ حاليا ـ ، برزت فكرة التطويف المركزي مع المجلس التنسيقي لشركات أرباب الطوائف ومقدمي خدمة حجاج الخارج ، والذي يعتبر واحد من أفضل البرامج الخدمية التي قدمها المجلس منذ تأسيسه كهيئة ، فهو يقدم خدمات عديدة لضيوف الرحمن ومن أبرزها استقبالهم ومرافقتهم أثناء أداهم لطواف القدوم ، وخدمتهم وتوعويتهم بالطريقة الصحيحة وفق هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم .
وبروز مثل هذه الأعمال تؤكد على أن الرغبة في التطوير لن يقف أمامها أي حاجز ، ومن يسعى لتحسين الخدمة وتطويرها فسيجد الدعم والتأييد ، أما من يتغنى بكبر سنه عن الآخرين وعلمه وخبرته العملية التي لا وجود لها ، فلا يمكن أن يسير خطوة دون أن يكون معه عكازين الأول محلي ، والآخر مستورد حتى يتمكن من السير لجهله للطريق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل
ashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com