خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف و استهل خطبته بقوله: أيها الناس… إن لله نفحات رحمة فتعرضوا لها، ومواسم خير فاطلبوها، وأوقات فضل فاحرصوا عليها، وقد أقبلت عليكم فاستقبلوها، وحلت بكم فاغتنموها؛ ألا وإنكم في عشر ذي الحجة أفضل أيام العام، جمع الله فيها من أنواع العبادة ما لم يجتمع في غيرها من الأيام، ففيها الصلاة والحج والصدقة والصيام، وغير ذلك من خصال المعروف؛ وقد أقسم الله بها في القرآن فقال: (وَالفَجرِ، وَلَيَالٍ عَشرٍ،)؛ وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام)، يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء).
وأكمل فضيلته: عباد الله..إن الله قد جعل لكم مواسم خير فاغتنموها، ونفحات بر فتعرضوا لها، فهذه أيام معلومات مليئة بالفضل والبركات، حري بالمؤمن أن يحرص على اغتنامها، وأن لا يضيع ساعاتها، فبادروا بالأعمال قبل فوات الآجال وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا.
وأضاف: إن من العبادات المستحبة، والسنن المؤكدة، إقامة الأضحية وهي ما يذبح من بهيمة الأنعام في عيد النحر، ففيها شكر الله تعالى، وتوسعة على النفس والعيال، وهي من مظاهر الفرح والسرور، ومن أراد منكم أن يضحي فدخلت العشر، فلا يأخذ من شعره ولا بشرته شيئاً.
وبيّن فضيلته: أيام عشر ذي الحجة أيام تسبيح وذكر الله، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه من العمل فيهن، من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التسبيح، والتهليل، والتكبير، والتحميد”.
واختتم فضيلته الخطبة بقوله: حجاج بيت الله الحرام… الحج باب عظيم من أبواب الإسلام قد شرعه الله، وعظم زمانه ومكانه، فالله جل وعلا يقول: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ)؛ عباد الله الحج شعيرة من شعائر الإسلام العظمى، قد أنزل الله باسمه سورة الحج، وأنزل فيه آيات كثيرة؛ فهنيئاً لكم حجاج بيت الله الحرام إذ هداكم الله تعالى لطاعته والسعي في أداء فرضه وتلبية ندائه، لكم ستردون عرفة فيباهي الله بكم ملائكته، يقول: “انظروا إلى عبادي أتوني شُعثًا غُبرًا من كلِ فجٍ عميقٍ، أُشهدكم أن قد غفرتُ لهم”