قال تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} [الحج:73]، فإن المقصود من الأضاحي الطاعة لله و الخضوع والخشوع والانقياد والتذلل والانكسار بين يدي الله سبحانه ، فربنا – عز وجل – يريد منا قلوباً مؤمنةً طاعة خاشعة منيبة
✿ الأدلة على مشروعية الاضحية من الكتاب السنة :-
– قوله تعالى “فصلِّ لربك وانحر” فسرها ابن عباس رضي الله عنهما بقوله: والنحر: النسك والذبح يوم الأضحى، وعليه جمهور المفسرين كما حكاه ابن الجوزي في زاد المسير (9/249).
وقال تعالى (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ﴾ ، ثبت في الصحيحين عن أنس قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين ، فسمى وكبر ، ووضع رجله على صفاحهما .
-الأدلة من السنة: يدل على مشروعيتها ما يلي: أ- حديث أنس رضي الله عنه قال: ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين، فرأيته واضعاً قدمه على صفاحهما يسمي ويكبِّر فذبحهما بيده ” متفق عليه.
وحديث عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال: «أقام النبي صلى الله عليه وسلّم بالمدينة عشر سنين يضحي.».
✿ حكمها:-
أجمع العلماء على مشروعيتها، كما حكاه ابن قدامة في المغني (11/95).
وهي سنة مؤكدة لدى جميع مذاهب الفقهية الشافعية والحنابلة والمالكية، ما عدا الحنفية.. فهم يرون أنها واجبة، وقال بوجوبها ابن تيمية وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد، وهو أحد القولين في مذهب المالكية.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
هي سنة مؤكدة تشرع للرجل والمرأة وتجزئ عن الرجل وأهل بيته، وعن المرأة وأهل بيتها.
مجموع الفتاوى ( 18-38 )
✿ ما يلزم المضحي ذكراً أو أنثى :-
ويستحب له ألا يأخذ من شعره أو أظفاره عند دخول أول ذي الحجة حتى يضحي، – عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئا ” مسلم (5232).
ومن لم يعزم الأضحية الا بعد دخول العشر وكان قد أخذ من شعره أو اظفره ضحى فلا شيء عليه .
✿ الحِكْمَةَ مِنْ ذَبْحِ الأَضَاحِي :-
قال تعالى: ﴿لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ﴾.
قالَ الشَّيْخُ السَّعديُّ: (هذا حَثٌّ وتَرْغِيبٌ على الإِخلاصِ في النَّحْرِ، وأنْ يكُونَ القَصْدُ وَجهَ اللهِ وحْدَهُ، لا فَخْرًا ولا رِيَاءً ولا سُمعَةً، ولا مُجرَّدَ عَادة، وهكَذا سَائِرُ العِباداتِ: إنْ لم يَقتَرِنْ بِهَا الإِخْلاصُ وتَقْوَى الله؛ كانَتْ كالقُشُورِ الذيْ لا لُبَّ فيهِ، والجَسَدُ الذي لا رُوْحَ فِيْه!).
إحياءُ سُنَّةِ إبراهيمَ الخليلِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ حين أمَرَه الله عزَّ اسمُه بذَبحِ الفِداءِ عن ولَدِه إسماعيلَ عليه الصَّلاة والسَّلامُ في يومِ النَّحرِ،
✿ شروط الأضحية:-
🔸 ضرورة أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام قال تعالى (ولِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ) وبهيمة الأنعام هي الإبل ، والبقر ، والغنم هذا هو المعروف عند العرب ، وقاله الحسن وقتادة وغير واحد .
🔸 أن تبلغ السن المحدود شرعاً بأن تكون جذعة من الضأن ، أو ثنية من غيره لقوله صلى الله عليه وسلّم : ” لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن ” . رواه مسلم .، وتشمل الضأن “أقل سن 6 أشهر فصاعدا”، والماعز “أقل سن سنة فصاعدا”، والبقر والجاموس “أقل سن عامين فصاعدا”، والإبل “أقل سن 5 سنوات فصاعدا”،
وافضل الأضاحي الإبل ثم البقر ثم الضأن والماعز ثبت في صحيح البخاري (2001) من قوله صلى الله عليه وسلم في الجمعة: من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة،
- من السنة تسمين الأضحية
قال يحيى بن سعيد قال: سمعت أبا أمامة بن سهل قال : كنا نسمن الأضحية بالمدينة وكان المسلمون يسمنون .
ذكره البخاري معلقا مجزوما به (ح/5231) ومعنى التسمين أعلافها لتسمن .
🔸 كما يشترط أن تكون خالية من العيوب التي تخل باللحم، والعيوب التي تؤثر في المنظر العام بالأضحية ومنها:-
1- العور البين: العمياء.
2- المرض البين العجفاء الهزيلة التى لا مخ فيها.
3- العرج البين الكسيرة ومقطوعة اليد و الرجل.
4 – مقطوعة الآلية اما اذا كانت خلقتها بدون الية فيجوز ، مقطوعة اللسان ، الجدعاء مقطوعة الأنف.
٥-المنخنقة و الموقوذة و المتردية و النطيحة وما أكل السبع.
🔴 ويجزئ عند جمهور الفقهاء أن يشترك سبعة في بدنة أو بقرة فيذبحونها عنهم، سواء كانوا من أهل البيت واحد أو لم يكونوا، لما روى عن جابر قال: “نحرنا بالحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة”.
🔴 ينبغي للمضحي إذا صلى العيد:
🔸 أن يبادر لذبح أضحيته بنفسه اذا كان قادراً وعالماً بآداب الذبح
🔸 أن يحد السكين لقوله صلى الله عليه وسلم ( وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته ) ولقوله صلى الله عليه وسلم : لعائشة رضي الله عنها اشحذيها بحََجر ، ففعلُت : ثم أخذها .
🔸 ومن السنن استقبال القبلة .
🔸 التسمية وجوباً لقوله تعالى ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه )
كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الكبش فأضجعه، ثم ذبحه ، ثم قال : بسم الله ، اللهم تقبل من محمد ، وآل محمد ، ومن أمة محمد ، ثم ضحى به» رواه مسلم.
🔸 يستحب التكبير يقول {الله أكبر} مع التسمية( بسم الله ). ولا يشرع الزيادة عليهما إلا الدعاء بالقبول عند ذبحها لحديث عائشة – رضي الله عنها – وفيه: {وأخذ الكبش فأضجعه ثم ذبحه ثم قال: بسم الله اللهم تقبل من محمد ومن آل محمد ومن أمة محمد} [أخرجه مسلم].
🔸التذكية الشرعية تكون بقطع :-
الحلقوم
المريء
الودجان.
🔸 يستحب أن ينحر البعير قائما على ثلاث قوائم معقول الركبة، وإلا فباركا، وأن تضجع البقرة والشاة على جنبها الأيسر، وتترك رجلها اليمنى
🔸 أيام ووقت الذبح
يوم النحر العاشر من ذو الحجة بعد صلاة العيد وأيام التشريق إلى مغرب اليوم الثالث من أيام التشريق ، ويجوز الذبح في النهار والليل.
ذبح الأضحية أفضل من التصدق بثمنها –عند جميع العلماء.
🔸 تقسيم لحم الأضحية :
ذكر أهل العلم انها تقسم الى ثلاثة اقسام :
يأكل جزء ويهدى جزء ويتصدق بجزء قال تعالى ( فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ).